الجمعة 09 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الروائي عصام يوسف: تدريس وسائل التواصل في المناهج الدراسية ضرورة ملحة لتوعية النشء

Time
الاثنين 16 مايو 2022
View
5
السياسة
* "السوشيال ميديا" قرّبت الكتّاب من القارئ لكن إنتاج الكتب أصبح ضعيفاً فنياً ولغوياً
* كتابة الرواية أسهل مليون مرة من السيناريو لأن الأخير يحكمك بوجود كاميرا
* لم أخض تجربة الكتابة للطفل ووالداي تركا لي أكثر من ألف كتاب في هذا المجال


حاوره في الشارقة ـ جمال بخيت:


دعا الروائي المصري عصام يوسف مؤلف رواية " ربع غرام" خلال حضوره مهرجان الشارقة القرائي الثالث عشر للطفل إلى إدخال وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مناهج الدراسة في العالم العربي أسوة بالدول الأجنبية ليعرف أبناؤنا تأثيراتها وإيجابياتها وسلبياتها وضوابط استخدامها.
وقال في حديث الى"السياسة" كان لنشأتي عامل كبير في توجهي لعالم القصة والرواية وكتابة السيناريوهات، مضيفا والدي من رواد أدب الطفل في مصر، ووالدتي كانت رئيس تحرير مجلة "سمير" ورغم ذلك "لم أخض تجربة الكتابة للأطفال"، وفيما يلي تفاصيل الحوار:

ألم يحفزك ذلك لتقديم أعمال للطفل؟
ما أخذته من والدي ووالدتي إرث عظيم في الكتابة للطفل يربو عن الف كتاب ، لكن الكتابة للطفل أصعب من الكتابة للكبار، وبصراحة لم أحاول أن أخوض تلك التجربة ولكن من الممكن أن اكتب للأطفال ذات يوم.
لك تجربة ناجحة فى كتابة السيناريو والرواية فأيهما أصعب؟
كتابة الرواية أسهل مليون مرة من السيناريو، لان السيناريو يحكمك، لوجود كاميرا تنفذ ما تكتب ، أما الرواية فهي سرد لكل أمر، فأنا مخرج العمل وأستعرض التفاصيل،ولكن السيناريو به صورة تتحدث بمليون كلمة أخرى وبتفاصيلها.
لمن تحب أن تقرأ؟
فى المرحلة السابقة قرأت للكاتب الكبير عبد التواب يوسق بالطبع، وكنت أحب أن أقرأ للأستاذ محمد حسين هيكل، الذى كان يملك ميزة دخولك لكواليس الأحداث ويتركك تفكرأنت في الأحداث.
ما دور"السوشيال ميديا" واستخداماتها في عصرنا وواقعنا؟
"السوشيال ميديا" ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت داخل كل بيت ومن وجهة نظري الشخصية يجب أن تصبح مادة تدرس للطلاب في المدارس، بطريقة علمية حتى يفهموا أهميتها ويستطيعوا أن يعرفوا إيجابياتها وسلبياتها.
وبكل تأكيد الأطفال لا يستطيعون تقدير قيمة الوقت الذي يضيع على"السوشيال ميديا"، ولهذا لابد من التوعية بكيفية الاستخدام الصحيح حتى لا تهدر أوقاتهم في ما لا يفيد، وفي الوقت نفسه، لا نستطيع أن ننكر أن "وسائل التواصل" سهلت الحياة وقربت المسافات والمعلومات.
هل أصبحت "السوشيال ميديا" جسرا للإساءة للآخرين؟
نعم يوجد كم من المهاترات نراها خلال متابعتنا للأحداث، فنجد على سبيل المثال في أي حدث رياضى في مصر جميعنا تحولنا إلى مدربين، ونعلق على محمد صلاح إذا لم يحرز أهدافا مع المنتخب ونصفه بأنه مقصر، ونجد أن من يعلق على ذلك جالس على "الكنبة" في منزله ولم ينجز أي شيء في حياته، ويتحدث عن شخص اشتغل على نفسه واجتهد وصنع اسما له ولبلاده.
أيضًا نجد تعليق الناس على قصة شعر محمد صلاح أمر يثير الدهشة، فلماذا يتدخل الناس في خصوصيات شخصية لا تهم إلا صاحبها، إننا نتدخل في شؤون الشخصيات العامة بـ "غباء" فمن نكون حتى نعلق على محمد صلاح بعد النجاح الذي حققه فقد جاء من قرية صغيرة في دلتا مصر، ووصل إلى أن استقبله الأمير تشارلز.
ما الحل من وجهة نظرك لعلاج مثل هذه الأمور؟
القضاء على ظاهرة التدخل في خصوصيات الناس يستوجب مناقشة الأمر مع خبراء ومتخصصين في مجال التكنولوجيا الحديثة وتقديم شرح للنشء كيف ينجحوا في استخدام "السوشيال ميديا".
عندما صدرت لي رواية "ربع غرام" في 2008 كان من الأمور التي أسعدتني أن أحدا لم يكن يعرفني، ولكن "السوشيال ميديا" عرفتني من خلال تلك الرواية فحدثت مناقشات وتبادل للآراء على صفحات التواصل الاجتماعى حتى أصبحت الأكثرمبيعًا، فأريد أن أقول يجب أن يتعلم الطلاب لدينا كيفية الاستفادة من تلك المنصات، التي هي الحاضر والمستقبل.
معنى ذلك أن "السوشيال ميديا" في المستقبل ستكون أكثر انتشارًا؟
بالطبع وستصبح العمود الفقري للمستقبل، فالدكتور على سبيل المثال في حاجة لـ"السوشيال ميديا"، وذلك من أجل التسهيل على المرضى في الحجوزات قبل الكشف كما يحدث الآن، وسيكون هناك توسع بشكل أكبر، فلا أحد يستطيع أن يستغني عن التكنولوجيا الحديثة، حيث نجد بين آن وآخر ظهور"أبلكيشن" جديد يسهل علينا طرق التواصل، وجميعها مفيد.
كيف تصف تأثير التكنولوجيا الحديثة على الكتب الورقية بالنسبة للجيل الجديد؟
هي بالطبع مأساة، لأن الشيء المرئى الآن أصبح أقوى من الورقي وخصوصًا أننا أصبحنا في حالة استعجال كبيرة نتيجة الحركة على وسائل التواصل، وغياب الجلسات الحوارية بين الناس، ولكن نجد أن بعضنا مازال لديه اجتماعيات أوبمعنى أصح جيلنا، ولكن أولادنا في الوقت الحالى لا يتحدثون مع بعضهم، فعندما يخرجون ويجلسون على أي كافيتريا سنجد أن كلا منهم ينظر إلى هاتفه المحمول ويعيش داخل عالمه الخاص، وبالطبع هذا خطأ، ولهذا يجب أن يعرفوا خطر ذلك من خلال مادة تقدم ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، مثلما يحدث في الخارج.
ما مدى أهمية إدراج مادة تتناول " وسائل التواصل" ضمن المناهج الدراسية؟
عندها يصبح ابني وابنك في أمان وهو يحمل هاتفع ، وبخاصة أن البنات يقمن طوال الوقت بالتصوير على هواتفهن الخاصة ، فالتحكم في ذلك يأتي من خلال العلم وفهم مدى خطورة الإفراط في استخدام تلك الوسائل الحديثة، بواسطة خبيريقوم بعمل منهج يشرح لطلاب المدارس هذه الأمور، وما نتحدث فيه ليس اختراع فهذا الطبيعىي وموجود في كل دول العالم.
ما تأثير وسائل التواصل على الأدب؟
لا نستطيع أن نقول أن تأثيرها سلبي أو إيجابي، ولكن كل شيء له مميزات وعيوب، فنجد "السوشيال ميديا" قربت الكتاب من القارئ من خلال التفاعل بينهم، وأصبح التواصل بينهم مفتوحا، ولكن من الأمور السلبية أن إنتاج الكتب أصبح ضعيفا فنيًا، لأن كل من يملك فكرة يضعها في كتاب وفي النهاية نجد أن العمل يفتقد اللغة والمراجعة، وهذا أمر مهم جدا فقد، قمت بنفسي بمراجعة رواية "ربع غرام" على مدى ستة أشهر من أجل احترام القارئ وما يجب أن أقدمه له.
ماذا عن أعمالك القادمة؟
روايتي القادمة تحمل مفاجآت كبيرة للقارئ وستصدر قريبا بإذن الله.
آخر الأخبار