الرَّجل الشَهْم

د. خالد عايد الجنفاوي

تكتمل صفات الرّجل عندما يحرص على أن يكون شهمًا في أقواله وأفعاله، وتصرفاته في حياته الخاصة، وأثناء تفاعله مع الآخرين في العالم الخارجي.
والشهامة في سياق الرجولة تتمثل في عزّة النفس والحرص على اتباع كل خلق فاضل ونبيل، ومن بعض السمات النفسية والسلوكية الأخرى التي تجعل الرجل شهمًا، نذكر ما يلي:
- النَخْوَة: يدافع الشَهْم عن المظلومين قدر استطاعته، وينصر من هو مستضعف، ويجير من يطلب حمايته من الناس الظلمة، وتستثيره قيم الرجولة النبيلة وتمنعه عن الانغماس في كل ما يتعارض مع رجولته، النفسية والجسدية، وستجده الأشرس دفاعًا عن أبناء جلدته، الدينية والوطنية، في السرّ وفي العلن.
-الرجل الشَهْم عزيز النفس: يأنف الشَهْم، وينزّه نفسه، ويترفّع عن التملّق، والتَذَلُّل، والخنوع، وطأطأة رأسه لكل مُتَكَبِّر أو متغطرس متعجرف، وينأى بنفسه خصوصا عما يحطُّ من قدره أو يشين سمعته، بشكل مباشر أو غير مباشر.
-المروءة: الشَهْم صاحب أخلاق عالية، ويحرص على حمل نفسه على الأخذ بكل ما هو جميل، أخلاقيًّا ورجوليًّا، فهو يغضّ بصره عندما يتطلّب منه ذلك، ويمسك لسانه عن فضح العيوب الخفيّة للآخرين، وهو حافظ للأسرار، وليس بهَتَّاك لما هو مستور عن الأنظار والأسماع.
-التعامل مع النساء: الرجولة الحقيقية بالنسبة للشهم لا تتمثل في إظهار الرغبة المحتدمة للسيطرة على النساء، أو فرض الرأي عليهن فقط بسبب كونهم نساءً، فالرجل الشَهْم هو العضيد لأخته والصاحب الرفيق لزوجته وليّن الجانب لبناته، وهو بالضبط النموذج المثالي للرجل الحقيقي بالنسبة لأغلب النساء.
-الرجل الشَهْم لا يخون ولا يغدر، ولا يخلف وعده، ولا يغش، ولا يتحايل، ولا يكذب، ولا يخدع، ولا يراوغ، ولا يكيد، ولا يلبس الأقنعة، ولا يمكر، ولا يبخس الآخرين حقوقهم، فهو صادق باطنًا وظاهرًا، ومخلص قولاً وعملاً، وهو ليس بدنفاس أو مُتلصِّص، أو طويل اليد في أكل المال الحرام، أو مفسد بين قومه لأسباب شخصية بغيضة.
-الرجل الشَهْم داخل وخارج مجتمعه، شهم باطنًا وظاهرًا، بسبب أنه لا يتصنّع، ولا يتكلّف ما هو في الأساس عادته وجزء أصلي في شخصيته الشهمة!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi