الأحد 22 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الرَّفاهِية نِعْمَة ونِقْمَة
play icon
كل الآراء

الرَّفاهِية نِعْمَة ونِقْمَة

Time
الأربعاء 27 سبتمبر 2023
View
159
د. خالد عايد الجنفاوي

حوارات

يَتَرَفَّه الإنسان عندما يعيش منذ صغره، أو لاحقا في حياته البالغة، في وفرة مالية ومادية، وبالذّات، عندما تتوافر له حين يبلغ كل مقوّمات الرفاهية الاجتماعية.
وتنتشر الرفاهية في المجتمعات الغنية، ماليًّا وماديًّا، في دول الرفاه، خاصة عندما تتوافر لعضو المجتمع المرفّه في الدول الغنية كل أسباب ووسائل رغد العيش.
بالطبع، فالرفاهية في عالم اليوم سلاح ذو حدّين (نِعْمَة ونِقْمَة)، ومن بعض ما يؤدي الى وجود نتيجتين متعاكستين في نمط الرفاهية، نذكر ما يلي:

  • الرَّفاهِية نِعْمَة: تستمر الرفاهية نعمة تدوم عندما يستمر يقدّر عضو المجتمع سماتها الإيجابية، ويعمل قدر ما يستطيع على ترسيخ مبدأ تقدير النِّعَم، والحفاظ عليها في عقله وقلبه.
    ويمارس كفرد الاعتدال السلوكي في حياته الخاصة، والعامة، وعندما يحرص على أن يكون مواطنًا صالحًا في مجتمعه الغني الذي وفّر له رغد العيش، والشعور بالأمن وبالطمأنينة، وبضمان المستقبل.
    وتبقى الرفاهية نعمة في المجتمع الغني عندما تنطبع الأخلاق الحميدة في تفكيره الجمعي، وتصبح العلامة المميّزة لتعامل أعضاء المجتمع مع بعضهم بعضا، ومع من هم أقلّ منهم حظًّا في الدنيا.
    وتبقى الرفاهية نعمة كذلك عندما لا تتحول فسادا منتشرا، أو عندما لا تنقلب الى سلوك سلبي طاغٍ في المجتمع يتجسّد في عدم تحرّي الرزق الحلال.
    وتستديم الرفاهية نعمة بالنسبة لمن يتمتّعون بها عندما تجعلهم باستمرار اليوم أناسا أفضل، أخلاقيًّا وسلوكيًّا، من الأمس، لا سيما عندما يترسّخ في التفكير الجمعي مفهوم المسؤولية الاجتماعية، وما يرتبط بها من تحمّل المسؤولية الشخصية، والإيفاء بواجبات المواطنة الصالحة.
  • الرَّفاهِية نِقْمَة: تؤدي بعض السلوكيات التالية الى تحوّل الرفاهية في المجتمع الغني الى نقمة (عقوبة): انتشار تصرّفات الانغماس المرضي في الملذّات الحسيّة على حساب الأخلاق الفاضلة، والافراط في التمتّع بالرفاهية على حساب الاعتماد على النفس واكتساب المهارات الشخصية البنّاءة، وعندما تنتشر في المجتمع المرفّه سلوكيات الاسراف والمحاكاة السلبية، والاعتماد شبه التام على العاملين في الخدمة المنزلية لتربية الأطفال، والاقتراض من أجل إشباع الرغبات الماديّة، أو للتباهي على حساب الاعتدال والتفكير السليم.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi

آخر الأخبار