الرُّؤية الشخصية الناجِحة

حوارات

يشير مصطلح "الرُّؤية الشخصية" في هذه المقالة الى طريقة نظر الانسان الى نفسه، في سياق حياته الخاصة والعامة، وما هي أهدافه التي يرغب في تحقيقها، وماذا يريد أن يكون عليه في حاضره وفي مستقبله؟
وتشابه الرؤية الشخصية الخطّة المحكمة والمنهج السلوكي الاختياري الذي يستعمله الفرد لتحقيق تطلعاته وأهدافه، ومن بعض عناصر ومبادئ تكوين رؤية شخصية فعّالة وناجحة في عالم اليوم، نذكر ما يلي:
-تحديد الأولويات والأهداف، اذ ترتكز الرؤية الشخصية الناجحة على وضوح الأولويات الشخصية، وما يرتبط بها من أهداف يسعى المرء العاقل الى تحقيقها بهدف عيش حياة متكاملة ومجزية.
وتنبع الأولويات في أساسها من كل ما يشغف عقل وقلب الانسان، ويجعله عندما يفكّر فيه يشعر بالسعادة.
وكلما اِرتقى الانسان ونبل في أولوياته نبلت أهدافه، وسهل أمر تحقيقها، بسبب تواؤمها مع ما هو أخلاقي، وبنّاء ومتوافق عليه من قبل أغلبية العقلاء.
-الإطار الزمني والوقت المحدد لتحقيق الأولويات والأهداف: ينجح الفرد في تحقيق أهدافه عندما يحدد إطارًا زمنيًّا معينًا يلتزمه قدر استطاعته، بسبب ارتباط هذا الأمر بطبيعة الدوافع النفسية الإيجابية التي تتكوّن في داخل الانسان، نتيجة إدراكه طبيعة ما عليه تحقيقه في فترة زمنية محددة، والعمل بلا إطار زمني ووقت محدد يؤدي الى تشوّش الأولويات ونسيان الأهداف.
-امتلاك مهارات تحقيق التميّز والنجاح: يحدّد نوع المهارات التي يحتاج الفرد الى امتلاكها لتحقيق أهدافه طبيعة هذه الأهداف في ما إذا كانت مالية، أو اجتماعية، أو نفسية، ومن بعض مهارات التميّز الشخصي هي القدرة على التفكير الحر والموضوعي والمستقل، والوعي الظرفي، والاستعمال الأمثل للوقت، والتزام الأولويات الأساسية، وكيفية تكوين الصّداقات البنّاءة.
والتخلّص من الشخصيات السّامة، وعدم القابلية للتأثّر السلبي بالآخرين، والقدرة على كشف كذب البعض من كلامهم وتصرّفاتهم.
-تعلّم من تجارب الآخرين، اذ يجدر بالعاقل الحرص على سؤال الناس الآخرين عما تعلّموه من تجاربهم عندما كانوا يسعون الى تحقيق أولوياتهم وأهدافهم، لا سيما ما هي الأخطاء التي يجب عليه تفاديها، وما هي الدروس الحياتية المهمة التي يجب عليه تعلّمها في أسرع وقت ممكن.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi