الرِّضَا النَّفسيّ الكَامِل

د. خالد عايد الجنفاوي

أُؤْمِن أن الانسان يستطيع أن يصل الى مرحلة الرضا النفسي الكامل رغم مما كتب وقيل عن استحالة تحقيق هذا الأمر.
فوفقًا لما استنتجته من تجاربي الحياتية المتداخلة، وبسبب تأملي الفكري الدائم في ما أنا عليه، وما أنا فيه، ارى ان المرء ينجح في الوصول الى ما يمكن وصفه بمرحلة الرِّضَا النَّفسيّ الكَامِل.
ومن بعض دلائل وصول الانسان لهذه المرحلة الذهبية في حياته الشخصية، وكيفية تحقيقها، أذكر ما يلي:
- الثقة بالنفس ذاتية الدعم، والجرأة التامة في عيش الحياة الشخصية، والاستمرار في ممارسة التأمل الواعي، وممارسة التنفس العميق بشكل تلقائي.
توازن الانطباعات والمشاعر وردود الأفعال الشخصية بصرف النظر عن شدة المؤثرات الخارجية، والصدق الدائم مع النفس ومع الآخرين، والإدلاء بالرأي بصراحة وبسهولة متناهية، وعدم الشعور بوخز الضمير بشكل غير منطقي.
ورفض الانصياع للتفكير الجمعي، وخصوصاً ما هو مرتكز تاريخيًّا على عقلية الامتثال الأعمى من دون تفكير، وعدم شعور المرء أنه مدين بالفضل للآخرين في كل شيء في حياته.
وعدم التردد في الصدام مع الآخرين عندما يرتبط الأمر باحترام الذات، والتوقف عن تَصيّد تأكيد وقبول الذات في ألسن وعيون الآخرين، وتناول المواضيع الصعبة في الحياة بشكل شجاع، وعدم الشغف بملذّات وبشهوات الحياة المادية.
والامتناع عن السعي للسيطرة على أمور لا يمكن للإنسان السيطرة عليها، وتعويد الفرد لنفسه على الخروج يوميًّا من منطقة راحته النفسية، عن طريق تعمّد تعريضها للتحديات النفسية والبدنية النافعة له، وعيش الحاضر بشكل كامل، وعدم المبالغة في القلق تجاه المستقبل، وعدم التشبّث المرضي بالماضي.
-كيفية الوصول الى المرحلة الذهبية في الرضى النفسي الكامل: تنظيم الحياة، وإشغال النفس بما هو إيجابي، والتوقف عن التفكير الزائد عن الحد، خصوصًا تجاه ما هو خارج سيطرة الانسان.
والمشي يوميًّا في الهواء الطلق، وتجنّب الاسراف في كل شيء، وإعادة برمجة طريقة التفكير الشخصية إذا أدّت الى تخريب الذات، واكتساب مهارات فكرية ويدوية تخدم الانسان في حياته اليومية، وتكسبه الرزق أينما كان، وترسيخ حقيقة أن الرضى النفسي الكامل هو أمر داخِلِيّ المنشأ وذاتي الدَّفع.

كاتب كويتي

@DrAljenfawi