الرَّجُلُ الرَزِينُ يَغُضُّ بَصَرهُ

د. خالد عايد الجنفاوي

«قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ» (النور 30).
الرجل الرزين هو الانسان المحترم، وبخاصة مكتمل الصّفات الرجولية، ومن رَزُن عقله، وترسخ وقاره في نفسه وفي عقول وقلوب الآخرين.
من أهم صفات الرجل الرزين غضه لبصره عن رؤية ما لا يجب عليه، دينياً وأخلاقياً، أن ينظر إليه، ولا سيما ما يجب أن يعف نظر الرجل الشريف عنه، ومن بعض السمات الأخلاقية للرجل الرزين، وبالذات من نشأ وتربى على غض البصر، ما يلي:
-يَكُفُّ الرجل الرزين بصره عن النظر إلى ما لا يَحِلُّ له.
-يغض الرزين بصره عن تتبع عيوب وأخطاء الآخرين، وينشغل فقط في إصلاح نفسه وتطوير ذاته.
-الرجل الرزين سَاتِرٌ ومَستورٌ وحاجب لعيوبه ولعيوب من يتعامل معهم في الحياة العامة.
-غضّ البصر يشمل النأي عن الأفكار السلبية، وبخاصة ما تولّده النفس الأمّارة بالسوء.
-يتّسم الرزين بوقاره ومهابة الآخرين له بسبب علمهم أنه إنسانٌ صادق ومكتمل الرجولة، وذو عفاف وحياء رجولي تام.
-لا ينشْغِلُ الرجل الرزين في مراقبة وانتقاد تصرفات الآخرين البالغين، وذلك لأنه يدرك أنه ليس وصياً أخلاقياً عليهم.
- يحشم الرجل العفيف نفسه في كل وقت وظرف، ويكفها عمّا لا يليق بها من قول أو فِعْلٍ يتنافى مع أخلاق الرجولة والشهامة.
- يحرص الرزين على سمعته في السر والعلن، وذلك لأنه يدرك أن الله عز وجل يراه ويسمعه في كل وقت ومكان.
-يتسم الرزين، ومن يغض بصره، بامتلاكه لسمة الانسجام النفسي الداخلي، فأقواله ستُطابق أفكاره دائماً.
-لا يَسترِق المرء العفيف نظره وسمعه بهدف الاطلاع على أسرار الناس، وذلك لأنّه بالنسبة له أسوأ صفات السَّفَالَة هي التجسس على الآخرين، وهي صفة تتعارض مع الشجاعة الاخلاقية للرجل الرزين.
- يعفّ لسان الشريف عن النميمة بمن هو غائبٌ، فهذا النوع من الرجال صَنادِيدٌ لا تنتهك سمعة من يستطيعون متى ما شاؤوا توجيه اللوم إليهم وهم حاضرون.
-لا يضع الرجل الرزين نفسه في ظروف وسياقات يُدرك مسبقاً أنها ربما ستؤدي إلى سقوطه في هاوية الدَناءَة.

كاتب كويتي