الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

"الزود عندي"

Time
الخميس 18 مايو 2023
View
8
السياسة
طلال السعيد

رغم أن جو الانتخابات هذه المرة ليس الجو الذي اعتدنا عليه حين كانت الانتخابات تشعل المشهد السياسي، والناخبون يتنقلون بين المقار الانتخابية لسماع الطرح، وحضور الندوات، قبل ان يختاروا مرشحهم.
بيد ان الوضع الحالي يختلف، فلقصر المدة بين الانتخابات الماضية والحالية، والشعور بعدم الاستقرار، وقصر مدة بقاء الحكومات، حتى ان احداها لم تستمر شهرا واحدا، واخرى تغيرت بعد صدور مرسومها، لكل ذلك دور في عزوف الناس عن التصويت.
وفي الوقت نفسه هناك شعور عام بالملل، حتى ان البعض قرر مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، وعلى ما يبدو حتى الان لن يكون الاقبال كبيرا هذه المرة!
ورغم ذلك فكل مرشح من الحاليين يحاول تحسين الصورة واجتذاب الناخبين، وكسب ثقتهم، او بالمعنى المفهوم، كل واحد منهم يقول ان "الزود عندي"، ليجتذب من اصوات الناخبين العدد الذي يمكنه من الوصول الى مجلس الامة، وحين يصلون الى المجلس، وتحت قبة قاعة عبدالله السالم، يظهر الفرق بين الذي يمثل الشعب، والذي يمثل على الشعب.
والذي يجب ان يعرفه كل ناخب معرفة جيدة ان حسن الاختيار هو الذي يضمن الاستقرار، والاستمرار، والانجاز، اما سوء الاختيار، وهو المرض الذي عانينا منه فترة طويلة، ويجعلنا في كل مرة نعود الى مراكز الاقتراع بعد فترة قصيرة، ويجعلنا كذلك نعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي، تلك الحالة التي اثرت بشكل مباشر على الانجاز، حتى ان مشكلة الطرق والحصى المتطاير والحفر والانهيارات الارضية فيها استمرت اكثر من ست سنوات من دون حل، ولا تزال مستمرة.
هذا طبعا على سبيل المثال، والامثلة كثيرة ليس المجال لابرازها كلها، اما الفساد المستشري في البلاد، فإن احد اهم اسبابه، او السبب الرئيسي له هو عدم الاستقرار، الذي خلق بيئة حاضنة للفساد، ومثال ذلك ايضا مبنى الجمارك الجديد الذي انجز وتم استلامه، ثم اكتشف ان فيه عيبا انشائيا يمنع الانتقال اليه.
وهذا هو قائم كشاهد حي على الفساد، ولم يتخذ فيه اجراء، وبقي معلقا، وتبعية الجمارك تنتقل في كل تشكيل وزاري من وزير الى اخر، ولا تزال المشكلة قائمة، والجمارك تسكن ملحقا تابعًا للمواصلات، لا يتفق مع مهماتها الجسام.
في القول الماثور: كما تكونوا يولى عليكم، فسوء اختيارنا اوصلنا الى هذه النتيجة... زين.
آخر الأخبار