الأخيرة
الساحة تتسع للجميع!
الأربعاء 24 يوليو 2019
5
السياسة
طلال السعيدلا اعرف السبب الذي يجعل البعض يتضايق ويفقد السيطرة على أعصابه، ويصل الى حد الفجور بالخصومة، بل يلجأ لأقذر الأساليب، ويختارالكلمات الفجة، ويطعن بالأنساب والأعراض، ويهدد ويتوعد لمجرد ان وجهة النظر المطروحة لا تعجبه، او بالاصح لا تتفق مع مصلحته الشخصية، مع العلم ان الساحة تتسع للجميع، وفي النهاية القرار لصاحب القرار الذي عادة ما يستمع للجميع، ويسمع كل ما يطرح من آراء، ثم يقوم بتحليلها ويتعرف على اهداف أصحابها، ودوافعهم، ويعرف من تهمه مصالح البلاد العليا، ومن تهمه مصلحته هو فقط، ثم يتخذ القرارالمناسب بهدوء وروية!الموضوع المطروح على المسرح السياسي هو قضية "البدون"، ومحاولة حلها بشكل جذري للقضاء على المشكلة بالكامل، وهناك وجهات نظر تطرح، بعضها متطرف جدا، لا يتفق مع الواقع، ولا مع توجهات الدولة، الاّ ان الطرح يتم بأسلوب راق يجبرك على متابعته، والاستماع اليه، وهناك ايضا طرح واقعي الا ان أسلوبه بمنتهى القذارة، وألفاظه سيئة جدا، يجعله غير مقبول من الجميع، فيحجم الناس عن الاستماع اليه او الاقتناع به، مهما كان الطرح واقعيا، وقديما قيل ان المحامي الفاشل يخسر القضية الكاسبة.غالبا ما تجد نشطاء قضية "البدون" هم الذين يتسببون بخسارة القضية بعد ان تأخذهم نشوة الحماسة والتصفيق، ليتجاوزوا الخطوط الحمراء، ويقعون تحت طائلة القانون، والكارثة انهم يخسّرون اصحاب القضية معهم، ويتضرر من طرحهم صاحب الحق او مستحق التجنيس، مع العلم ان اصحاب القضية المستحقين يعلمون علم اليقين ان التهدئة والعقلانية في الطرح هي طريقهم لنيل حقوقهم، فالبعض يتصور مخطئا ان التصعيد الاخير سبب في تعجيل حل القضية، متناسيا ان الحكومة اطول من الجميع نفسا، وان التصعيد الاخير زاد عدد المطلوبين للتحقيق، وبالتالي من يصدر ضده حكم فلن يتم تجنيسه!اما الحديث عن السفارة الاميركية والمنظمات الدولية، وجمعيات حقوق الانسان، وغيرها فهذا، حديث للاستهلاك، وليس هناك قانون في العالم يلزم أي دولة بالتنازل عن سيادتها، والجنسية في دولة الكويت من اعمال السيادة!الكويت بلد مبارك، وحكامه أجاويد خير، من دون شر، وجعلوا ساحتها تتسع لجميع الآراء، ووجهات النظر، على ان نلتزم بأدب الحوار، وفي النهاية الخاسر هو الذي يتهور...زين.