السالمية ... بيوت متهالكة وقاذورات

* عبدالله العجمي: البيوت تؤكد أن البلد يسير على البركة
* حمد إبراهيم: مطلوب من المعنيين معالجة الصرف الصحي
* محسن العلي: القاذورات تكرر عشوائية جليب الشيوخ
* إسلام شيخ: أشعر بالمُعاناة من تراكم أكوام القاذورات

تحقيق ـ ناجح بلال:

منذ إنشائها امتازت منطقة السالمية بأنها وجهة سياحية في البلاد، واكتسبت ذلك من إطلالتها على الخليج، فضلا عن قربها من العاصمة، ونهضت عمرانيا لتصبح منطقة جذب استثماري، لكن مع مرور الوقت تحولت بعض بيوتها وعماراتها القديمة إلى مشاهد مؤذية للعين في جانبها المتهالك من الخارج، فضلا عما يحيط بها من صرف صحي ومناهيل مكشوفة وقاذورات.
"السياسة" رصدت عددا من هذه البيوت الواقعة في قطعة 9 بشارع سيد ياسين، حيث تنتشر حولها القاذورات ومياه الصرف الصحي بشكل مقزز، بعد أن عرضت في وقت سابق مشكلة القطعة 12 مع تحول شققها لمطابخ طعام تزود المطاعم بالمأكولات من دون أي مراعاة للشروط الصحية، ووسط غياب تام للرقابة.
والتقت "السياسة" خلال جولتها مع عدد من سكان هذه البنايات المتهالكة، الذين أكدوا أنهم اضطروا للسكن في تلك البيوت لرخص قيمة الإيجارات بها، يحدوهم الأمل بأن تنظف مداخلها ومخارجها، بعد أن أضحت مرتعا للقطط الضالة فضلا عن الفئران التي تنتشر بها بصورة كبيرة للغاية.
وفي هذا الإطار، يقول المواطن عبدالله العجمي أن مشهد هذه البيوت بهذا الشكل المؤدي للنظر في منطقة السالمية يؤكد بأن البلد تعيش على البركة دون محاسبة الجهات التي يفترض أن تقوم بتنظيف الشوارع وكأن من يعيشون في هذه البيوت أو السكان في الأبراج السكنية حولهم ليسوا من البشر.
أما المواطن عيسى الكندري فقال لـ"السياسة":"المشكلة ليست في القاذورات التي تحيط بتلك البيوت فقط، ولكن ايضا في مناهيل الصرف الصحي الطافحة التي تظهر بدون أغطية فضلا عن تهالك جدران المباني بصورة غير عادية".
بدوره رأى محسن العلي أن مشهد البيوت القذرة يفوق حالة اللامبالاة والعشوائية الموجودة في منطقة جليب الشيوخ بسبب مناهيل الصرف الصحي المتهالكة والحشرات التي تنتشر حول هذه البيوت، متسائلا هل يعقل أن منطقة السالمية التي تعتبر من المناطق الاستثمارية الراقية تبدو بهذا الشكل؟.
وطالب المواطن حمد إبراهيم وزارة الاشغال بضرورة التحرك الفوري ومعالجة الصرف الصحي ووضع أغطية على المناهيل حتى لايسقط فيها أي طفل من سكان هذه البيوت، داعيا الجهات الرسمية التي وصفها بـ"المتقاعسة" لأن تذهب في زيارات ميدانية للدول الخليجية لترى بنفسها وتتعلم كيف تدار المسؤوليات.
على الطرف المقابل، قال إسلام شيخ وهو يسكن في أحد هذه البيوتك" إنه يعيش في شقة مع عائلته ويشعر بمعاناة بسبب أكوام القازورات المنتشرة في محيط هذه البيوت دون أن ترفع.
أما عمر محمد فذكر أن هذه البيوت يسكنها عمالة في بعض الشركات وهناك عوائل من الجنسية الآسيوية وعزاب من الجنسيتين العربية والآسيوية لرخص قيمة إيجارها، مبينا بأن البيوت متهالكة الجدران من الداخل والخارج فضلا عن منظر السلالم من الداخل يرثى لها.
بدوره أشار عادل عزمي إلى أن بعض سكان الدور الأرضي قاموا بتوسعة شققهم بصورة غير قانونية واصطنعوا بعض الغرف الشينكو بسبب تزايد أعداد العمالة الساكنة فيها، متمنيا تغيير السكن ولكن مشكلته عدم وجود عمل مناسب له، فيما ذكر ماندو سيد أن بعض الشقق داخل هذه البيوت يطهى فيها الطعام لبعض المطاعم الآسيوية.


آيس كريم بنكهة الصرف الصحي!

قال حسام زيدان: إن أشخاصاً سكنوا غرفاً مهجورة في محيط هذه البيوت المتهالكة جدا، وسط قاذورات وبعضهم يبيعون الآيس كريم على العربات المتنقلة الصغيرة التي تتلوث من الصرف الصحي المنتشر حول هذه البيوت وهذا الأمر بحد ذاته يمكن أن ينقل المرض لكل من يشتري الآيس كريم من هذه العربات.


وزارة الأشغال لا حياة لمن تُنادي

قال محمد علي الذي يسكن في شقة مع بعض العزاب: إن حجم القمامة المُتراكمة داخل وخارج هذه البيوت يزداد مع مرور الوقت مضيفا، هاتفنا مرارا الجهات المسؤولة في وزارة الأشغال لإصلاح مناهيل الصرف ولكن لاحياة لمن تنادي فضلا عن انتشار الفئران والقطط الضالة حول البيوت.