السجين النصاب

سعود السمكة

معقولة هذا سجن أو هو فندق سبع نجوم الذي يتمتع فيه هذا السجين بجميع انواع الرفاهية، من هاتف وإنترنت، ومناديب، ويمارس متعته في النصب والاحتيال؟
معقول كل هذا يجري من سجين محكوم سنوات عدة لتعدد جرائمه، وهو في السجن، هذا عمل لا يتخيله أحد حتى في الأفلام؟
صحيح ألا تخجل يا وزير الداخلية حين تقرأ "مانشيتات" الصحف عن هذا السجين النصاب، ألا تخجلوا يا قيادتنا الأمنية، يا حراس أموال الناس وأرواحهم وأعراضهم؟ وهل يعقل أن هذا السجين قد مارس إجرامه، وهو في السجن، ويجني من جراء هذه الجرائم الملايين، وهل يتخيل أحد أن كل هذه الجرائم واسقاط هذا الكم من الضحايا اقدم عليه هذا السجين لوحده وبمجهود فردي؟
ألا تخجل يا رئيس مجلس الوزراء وأنت تتحمل مسؤولية إدارة البلد، والتي على رأسها حماية أرواح وممتلكات الناس؟
إن أفعالا جرمية مثل هذه الحالة يفرض الوازع الأخلاقي أن يطير معها حكومات بأسرها، ناهيك عن القيادات الأمنية التي تتمتع بامتيازات مركزها، المادية والمعنوية والسلطوية.
أصبح السجن في الكويت أفضل مكان آمن للمجرمين لممارسة جرائمهم، وهذا الأمر لا يمكن أن يحصل من دون أن يكون لدى المجرم أدوات الاتصال لممارسة جرائمه، وهذه الأدوات لا يمكن أن تتوافر له إلا بسبب الاهمال من المعنيين الذين يتحملون مسؤولية الضبط والربط في السجن، هذا إذا لم يكن بتعاون من البعض مع هذا النوع من المجرمين السجناء.
يتمتع السجين النصاب بجميع الخدمات التي توفر له نجاح جرائمه، وهو في السجن، أكان من وسائل اتصال، أو مناديب للاتصال المباشر مع ضحايا، وهكذا تصبح وزارة الداخلية المسؤولة عن الأمن وحماية الناس، حاميها حراميها!
منذ زمان والناس تتحدث عن أن السجن أصبح أفضل مكان آمن لترويج وتصريف المخدرات، إلا أن أحدا لم يصدق، حتى أتى هذا السجين المجرم ليؤكد أن السجن أصبح بالفعل المكان الآمن والمناسب لممارسة أخطر أنواع الجرائم!
أكرر ألا تخجل يا سمو الرئيس، ويا وزير الداخلية، ويا كبار المسؤولين عن الأمن؟
إنني هنا أرفع هذه المقالة إلى ولاة أمرنا لما تشكله هذه الجريمة من اختراق فاضح للأمن، يعطي مؤشراً بأن كل نشاط اصلاحي تنوي الدولة البدء فيه يصبح هباء منثورا، ما دام الفساد قد بلغ بالأمن الى هذه الدرجة العالية من الخطورة، مما يعني استحالة تنفيذ ونجاح أي خطوة اصلاحية، باعتبار أن ما بعد فساد الأمن فساد، وغدت الروح والمال والولد والعرض أمنها مكشوف الى أبعد الحدود وفي مهب الريح.
تحياتي.