الدولية
السراج وأوغلو يفشلان في إقناع الجزائر أن تكون معبراً لاحتلال ليبيا
الاثنين 06 يناير 2020
5
السياسة
طرابلس، عواصم- وكالات: أعلنت السعودية ومصر رفضهما للتصعيد التركي في ليبيا، وذلك خلال لقاء جمع أمس كلا من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره المصري سامح شكري، على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن.وأكد الوزيران رفض التصعيد التركي لما يُمثله من مُخالفة للقانون الدولي، فضلاً عن التأكيد على أهمية دفع الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية.وفي السياق، تستضيف مصر غدا، اجتماعًا خماسيًا لبحث أزمة ليبيا والمتوسط، يضم وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، وذلك لبحث مُجمل التطورات المتسارعة على المشهد الليبي مؤخراً. وسيناقش الاجتماع سبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما من شأنه عرقلة تلك الجهود، بالإضافة إلى التباحث حول مُجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط.وفي أحدث موقف جزائري من الملف الليبي، قال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إن بلاده "لا تقبل بوجود أي قوة أجنبية مهما كانت"، مؤكدا أن "لغة المدفعية ليست هي الحل وإنما الحل يمكن في التشاور بين كافة الليبيين وبمساعدة جميع الجيران وبالأخص الجزائر"، مشيرا إلى أن بلاده "ستقوم في الأيام القليلة القادمة بالعديد من المبادرات في اتجاه الحل السلمي للأزمة الليبية ما بين الليبيين فقط".وفي الاطار، قال عضو مجلس الأمة الجزائري، النائب عبد الوهاب بن زعيم، إن بلاده لن تقدم أي رسائل تطمينية لتركيا على أي مستوى.وشدد بن زعيم على عدم وجود أي إمكانية لعبور قوات تركية من على التراب الجزائري.وخلال اجتماع مع مجلس الوزراء، أول من أمس، شدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على أن الجزائر ترفض التدخل في شؤون الدول الأخرى، وهي المبادئ التي تبقى تشكل ركيزة التزامها إزاء السلم والأمن في منطقتها وفي المغرب العربي وفي أفريقيا والعالم".وزار رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس، الجزائر للقاء المسؤولين الجزائريين من أجل التباحث حول التطورات الأخيرة في الأزمة الليبية، إضافة إلى موضوع التدخل التركي في ليبيا.ورافق السراج وفدا رسميا يتقدمه وزير الخارجية محمد طاهر سيّالة والداخلية فتحي باشاغا، ومسؤولون في غرفة العمليات العسكرية.ولفتت مصادر إلى أن الزيارة تتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول من أمس، بدء تحرك وحدات الجيش التركي إلى ليبيا "من أجل التنسيق والاستقرار".ووفقا لوكالة "رويترز"، أضاف أردوغان أن الجنود الأتراك بدأوا في الانتقال إلى ليبيا على مراحل "ولكن ليس كقوات محاربة".وتابع الرئيس التركي "نعمل مع ليبيا وشركات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط". وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن "أي طرف في الحرب الداخلية الليبية لن يحقق النصر، وأن هذه الحرب ستطول إذا لم يتم إيقافها".وخلال تقييمه للسياسة الخارجية التركية في عام 2019، أوضح جاويش أوغلو، أن "الانقلابي خليفة حفتر يتفوق في ليبيا من ناحية القوة الجوية". وتابع قائلا: "على الجميع أن يدرك بأن لا منتصر في الحرب الليبية، ويمكن أن تطول كثيرا إذا لم نوقفها، وفي حال دخلت قوات حفتر العاصمة طرابلس، فإن هذه الحرب ستطول كثيرا وسيموت أناس كثر". وعسكريا... سيطرت بحرية الجيش الوطني الليبي بالكامل، أمس، على ميناء مدينة سرت شمال البلاد.وأفادت مصادر، بأن الجيش الليبي سيطر على معسكر كتيبة الساعدي بمنطقة بوهادي شرق سرت، مؤكداً أن ميليشيات الوفاق انسحبت من المدينة وفقدت أهم معسكراتها ونقطة انتقالها نحو مراكزها الأخرى. واشارت الى أن دخول الجيش سرت مهم لأنها نقطة انتقال ميليشيات الوفاق.ودوليا... بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ملفي ليبيا وسورية، في إطار التحضيرات لعقد اجتماع قمة للأطراف المعنية بالشأن الليبي في برلين، في النصف الثاني من يناير الجاري، وذلك في إطار مساعي الأمم المتحدة لإعادة إحياء المسار السياسي، ووقف إطلاق النار في ليبيا.على جانب آخر، تجري مشاورات وتحركات دولية واسعة النطاق لفرض حظر طيران فوق عدد من المدن الليبية وتحديدا طرابلس، وذلك لمنع استخدام الطيران التركي في نقل أسلحة إلى ليبيا أو التحليق فوق الأراضي الليبية ودول أوروبية تدعم القرار.بدورها، أفادت شبعة الإعلام الحربي للجيش الوطني الليبي في منشور لها عبر فسيبوك بأن قوة المهام الخاصة بكتيبة مُشاة تحركت من مواقعها إلى محاور طرابلس.من جهة أخرى، دانت السفارة الأميركية في ليبيا، أول من أمس، شدة التصعيد العسكري الذي شهدته العاصمة طرابلس في الأيام الأخيرة.وأضافت أن هذا التدهور يبرز مخاطر التدخل الأجنبي السام في ليبيا، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى وصول مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا ومرتزقة روس إلى ليبيا.وأعلنت استعدادها للحد من تدخل تلك القوات ودعم جهود إنهاء العنف.