الاقتصادية
السعودية باتت المصرف المركزي الجديد للنفط في العالم
السبت 19 أكتوبر 2019
5
السياسة
قال عالم الاقتصاد المختص في أسواق الطاقة طوال أربعين عاماً، الدكتور فيليب فيرليجر: إن السعودية تعاملت بشكل محترف مع الهجمات الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية النفطية للمملكة والتي استخدمت فيها الصواريخ والطائرات المسيّرة.فيرليجر أشاد في مقالة افتتاحية لنشرة "إنرجي انتليجنس" بالطريقة التي استجابت بها السعودية للهجمات وقال إنها تصرفت بطريقة بددت المخاوف.وعقد فيرليجر وهو أحد مستشاري وكالة الطاقة الذرية الدولية، مقارنة بين استجابة المملكة للهجمات وإجراءات إدارة الأزمة الخاصة بالمصارف المركزية، قائلاً: إن المملكة تصرفت بعد الهجمات وفقاً للطريقة التي توصي بها "الأدبيات المالية" تماماً، وبرهنت على أنها تعد حقاً "مورّداً موثوقاً" يُعتمد عليه.وأشار فيرليجر إلى أن طلبات العملاء قد تم تلبيتها، وأن كميات البترول التي كان من المفترض أن تذهب إلى معامل التكرير السعودية، تم إعادة توجيهها لتذهب إلى المستهلكين.ويرى فيرليجر أنه "يمكن للمرء أن يأمل أن وكالة الطاقة الدولية والدول الأخرى المستهلكة للنفط سوف تستوعب جيداً الدرس المستفاد الذي قدمه المسؤولون السعوديون".فقد تغيرت إدارة الأزمات النفطية مع هجوم سبتمبر على منشآت النفط السعودية. كان السيناريو المنتظر هو أن يقوم مسؤولو سياسة الطاقة في جميع أنحاء العالم بطمأنة المستهلكين بأن الأسواق "مجهزة بشكل جيد" .ولكن هذه المرة كانت مختلفة. فقد تدخلت السعودية حيث لم يكن لدى مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة (IEA) دور أبدًا، على الرغم من دورهم الظاهري في حماية المستهلكين، وتبنت السعودية إجراءات إدارة الأزمات التي يتبعها محافظو البنوك المركزية في أوقات الضغط النقدي وتم تلبية مطالب المستهلكين ولم يسمح للأسعار بالارتفاع. وأصبحت السعودية البنك المركزي للنفط في العالم.يفتقر سوق النفط إلى مثل هذا البنك المركزي، الذي يمكن أن تلعب دوره الولايات المتحدة إذا كانت ترغب في عرض النفط الخام للبيع في أول بادرة ذعروالحكومات الأوروبية التي تملك مخزونات يمكن أن تفعل ذلك أيضا ولكنها لم ولن تفعل ذلك وفعلتها السعودية المصرف المركزي الجديد للنفط في العالم.