السعودية تتعهد محاسبة المُقصّر "كائناً من كان" في قضية خاشقجي

الجبير: الحادث جريمة "يجب ألا تتكرر"... والفالح: "مقيت ومؤسف ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره"

الرياض، عواصم - وكالات: أكدت السعودية، أمس، العزم على "محاسبة المقصر كائناً من كان" في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وشدد مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماع عقد في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عزم المملكة "محاسبة المقصر كائناً من كان، وعزمها على ألا تقف الإجراءات التي اتخذتها في هذا الشأن عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك".
وذكر أن "السعودية تأسست على نهج مستمد من الشريعة الإسلامية السمحة، ترتكز أحكامه على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ومعاييرها، وترسيخ أسسها"، منوها بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، مؤكدا أن التوجيهات والأوامر الملكية على إثر الحدث المؤسف وما اتخذته المملكة من إجراءات لاستجلاء الحقيقة، تجسد اهتمام القيادة وحرصها على أمن وسلامة جميع أبناء الوطن.
من جانبهما، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، صلاح خاشقجي، نجل الصحافي السعودي الذي قتل في قنصلية بلاده في اسطنبول، وسهل خاشقجي، شقيق الصحافي، في قصر اليمامة بالرياض.
وقدم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده تعازيهما لعائلة خاشقجي.
من جانبهما، أعرب سهل وصلاح خاشقجي، عن شكرهما لخادم الحرمين وولي العهد على مواساتهما لهم في وفاة الفقيد.
بدوره، أكد وزير الخارجية عادل الجبير، أمس، أن جريمة مثل قتل خاشقجي "يجب ألّا تتكرر بعد اليوم"، متعهدا بإجراء تحقيق معمق وشامل، ومشددا على أنه سيتم القبض عن كل المسؤولين عن الحادث.
كما أكد في العاصمة الأندونيسية (جاكرتا) "التزام الرياض كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين"، واعدا بـ"إرساء آلية وتدابير لضمان عدم تكرار أمر كهذا بعد اليوم".
وقال إن "التحقيق كشف عن نقاط تباين بين ما نقل وما حصل، وبالتالي تم توقيف 18 شخصا لاستجوابهم، وإقالة ستة مسؤولين حكوميين من مهامهم"، مضيفا أن النيابة العامة "أصدرت بيانا هو الأول في آلية طويلة"، موضحا أن "السعودية أرسلت فريقا الى تركيا لاجراء تحقيق مشترك وكشفت دليلا على حدوث قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول"، مؤكدا أن بلاده أكثر انفتاحا على التعاون في القضية.
من جهته، وصف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح في افتتاح منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، مقتل خاشقجي بأنه "مقيت ومؤسف ولا يمكن لأحد في المملكة أن يبرّره"، قائلا "كما تعلمون هذه أيام صعبة، ونحن نمر بأزمة".
في غضون ذلك، وفيما ذكرت مصادر رئاسية تركية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدث هاتفيا أمس مع أفراد من عائلة خاشقجي وقدم لهم التعازي، متعهدا بأن تبذل تركيا كل ما في وسعها لكشف ملابسات مقتله، وأضافت المصادر أن أردوغان عبر عن حزنه العميق لمقتل خاشقجي في اتصاله مع أفراد عائلته ومنهم عبدالله نجل خاشقجي.
على صعيد متصل، طالب أردوغان بمحاكمة المشتبه بهم الـ18 في قتل خاشقجي، في اسطنبول، مشددا على ضرورة معاقبة كل المتورطين في العملية من منفذين وآمرين.
واعتبر في خطاب أمام حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم أن "الحكومة السعودية قامت بخطوة مهمة، وننتظر منها الآن أن توضح مسؤولية كل شخص في القضية، من القمة الى القاعدة، وأن تحيلهم الى القضاء"، داعيا لتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق، مضيفا أنه واثق من التعاون الكامل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده لم تقدم بعد أي معلومات لأي دولة فيما يتعلق بتحقيقها في قضية خاشقجي، مضيفا أن تركيا مستعدة للتعاون مع أي تحقيق دولي.
وفيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه تحدث هاتفيا مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال مصدران مطلعان إن مديرة المخابرات المركزية الأميركية جينا هاسبل وصلت إلى تركيا للمساعدة في التحقيق في مقتل خاشقجي، بينما اجتمع الأمير محمد بن سلمان مع وزير الخزانة الاميركي ستيفن منوتشين، حيث ناقشا أهمية الشراكة الستراتيجية السعودية- الاميركية.
وقال متحدث باسم منوتشين على "تويتر" انهما ناقشا التحقيق الخاص بخاشقجي الى جانب عقوبات إيران وقضايا اقتصادية سعودية.