السعودية تجمع 30 دولة لـ"صنع السلام" في أوكرانيا

مستشارو الأمن الوطني فيها يتبادلون في جدة الآراء والتنسيق ويبحثون سبل إنهاء الحرب بالطرق الديبلوماسية

الرياض، عواصم - وكالات: احتضنت مدينة جدة السعودية اجتماعا لمستشاري الأمن الوطني وممثلي نحو 30 دولة بشأن الأزمة الأوكرانية أمس، وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن الاجتماع يأتي استمرارا للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، مشيرة إلى أن الامير محمد بن سلمان أبدى استعداد السعودية للقيام بمساعيها الحميدة للاسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية. وأضافت أن حكومة المملكة تتطلع لأن يسهم الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق، والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة بحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الديبلوماسية والسياسية وبما يعزز السلم والأمن الدوليين ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة.
من جانبها، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن المناقشات التي تجري على مدار يومين تتناول 10 مواضيع فرعية، وعلى وجه الخصوص أمن الغذاء والطاقة وإطلاق سراح السجناء، فضلاً عن الأمن البيئي وإمكانية تشكيل محكمة جرائم الحرب، مرجحة لقاء ممثلي الدول الأوروبية قبل الاجتماع لتنسيق أطروحاتهم.
بدورها، أعلنت تركيا أن كبير مستشاري الرئيس رجب طيب أردوغان السفير عاكف تشاغاتاي كيليتش يمثل أنقرة في المحادثات، ويعقد لقاءات ثنائية مع مستشاري الأمن القومي للبلدان المشاركة في المؤتمر، وبينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والهند وإيطاليا وأوكرانيا، إضافة لممثلين عن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وفيما غابت موسكو عن الاجتماع، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله إن "السعودية أبلغت روسيا بأنها ستطلعها على نتائج الاجتماع بشأن أوكرانيا"، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن على الرعاة الغربيين الطلب من الرئيس الأوكراني، تقديم صيغة عن رؤية كييف لوضع الروس والأقليات القومية الأخرى في أوكرانيا، بعد النصر الذي لا يدخر من أجله حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي المال والسلاح، مضيفا أن تهديدات النازيين الجدد في أوكرانيا يتم تجاهلها في مبادرات السلام المتزايدة، مشيراً إلى أن روسيا تثمن أي جهد يبذل من أجل التوصل إلى سلام عادل وثابت في أوكرانيا.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن اجتماع جدة هام جداً؛ لأن مصير الملايين في أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى من العالم يتوقف مباشرة على مدى سرعة تحقيق صيغة السلام، بينما وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مشاركة الصين في قمة جدة بـ"الاختراق الفائق والنصر التاريخي"، قائلا "نريد أن تشارك الصين في قمة من أجل صياغة السلام".
وأكد أن السعودية أدت دوراً مهماً في قرار الصين، فضلاً عن محادثة هاتفية بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، موضحاً أن السعودية اجتذبت الصين، وهذا نصر تاريخي.
بدوره، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تتوقع نتائج ملموسة من اللقاء الدولي في جدة، قائلا "هذه ليست مفاوضات سلام، ولن أتوقع منها نتائج محددة وملموسة. إنها فرصة أخرى لحشد دعم المجتمع الدولي"، معتبرا الاجتماع استمرار لأشهر من المناقشات مع أوكرانيا والشركاء الدوليين حول خطة السلام للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وحول كيفية تفعيلها وحشد التأييد الدولي لها.
إلى ذلك، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي الأهمية البالغة للشراكة الستراتيجية بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية، في تعزيز الأمن البحري في المنطقة وتأمين حرية الملاحة البحرية والتدفق السلس للتجارة الدولية، مشددا خلال لقاءه قائد القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية والأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة براد كوبر بمقر الأمانة العامة بالرياض، أهمية العمل المشترك في أمن الممرات المائية والملاحة البحرية، بما يضمن حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة لدول المنطقة والعالم.