السعودية تستعد لضخ 20 مليار دولار في الطاقة النفطية الفائضة

وزير الطاقة الروسي
لا يستبعد 100 دولار لبرميل النفط خلال الفترة المقبلة

مدير وكالة الطاقة يحض المنتجين على تهدئة المخاوف بشأن الإمدادات


موسكو - رويترز : قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح امس الخميس ان السعودية ستستثمر 20 مليار دولار في الاعوام القليلة المقبلة للمحافظة على طاقتها الانتاجية الفائضة من النفط وربما زيادتها ، مؤكداَ ان المملكة هي منتج النفط الوحيد الذي يملك طاقة انتاجية فائضة كبيرة لامداد السوق اذا اقتضت الضرورة. وتبلغ الطاقة الانتاجية القصوى المستدامة للمملكة 12 مليون برميل يوميا. وقال الفالح امس ان بلاده لم تقرر بعد ما اذا كانت تريد أن ترفع الطاقة الفائضة الى 13 مليون برميل يوميا أو تُبقيها عند المستويات الحالية، ودعا كثيرا منتجي النفط الاخرين للاستثمار في بناء الطاقة الانتاجية لتفادي حدوث صدمة في المعروض وقفزة في أسعار الخام. وقال وزير الطاقة السعودي في مؤتمر للطاقة في موسكو هذه الطاقة الانتاجية الفائضة ليست فقط مستودعا طبيعيا لدينا. انها استثمارات باهظة التكلفة للمملكة وبعض شركائنا داخل أوبك و"أوبكزائد " اثروا الاستثمار للحفاظ على جهوزية الطاقة النفطية بما يتيح استخدامها سريعا. وتابع الفالح ستكلفنا المليون برميل يوميا التالية من الطاقة الانتاجية السعودية ما يزيد على 20 مليار دولار. سنتكلف ملياري دولار سنويا من نفقات التشغيل من أجل العاملين والحفاظ على تلك المنشات. وتراقب سوق النفط عن كثب ما تقوله السعودية أكبر منتج في منظمة أوبك وما تفعله لتهدئة المخاوف المرتبطة بالامدادات والتي ساهمت في دفع أسعار الخام للصعود فوق 86 دولارا للبرميل هذا الاسبوع.
وقال الفالح ان السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم تضخ 7ر10 مليون برميل يوميا في أكتوب وتخطط لزيادة الانتاج قليلا في نوفمبر وهو ما يرجع الى زيادة متوقعة في الطلب قبيل فرض عقوبات أمريكية على ايران ثالث أكبر منتج للخام في أوبك. ويترك هذا للسعودية طاقة فائضة محدودة قدرها 3ر1 مليون برميل يوميا يمكن استخدامها في حالة حدوث نقص مفاجئ في الامدادات. وقال الفالح ستنتظر 3ر1 مليون برميل يوميا من الطاقة الفائضة حتى يتواجد الطلب. واضاف طلب البعض في اسيا كميات من الخام أكبر من المتعاقد عليها. وبناء على ذلك... ستتجاوز الصادرات التحميلات المقررة عند 7ر7 مليون برميل يوميا وهو رقم مرتفع جدا.

ارامكو : 300 مليار دولار
وقالت شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية انها تخطط لانفاق ما يقرب من 300 مليار دولار على مدى عشر سنوات في مشروعات لانشطة المنبع بقطاعي النفط والغاز. والاستثمار في زيادة طاقة الانتاج النفطية مهم لمساعدة السعودية على الاحتفاظ بطاقتها الفائضة وتخفيف الضغوط على الابار المتقادمة.
وستضيف أرامكو طاقة انتاجية جديدة من النفط الخام قدرها نحو 550 ألف برميل يوميا في الربع الاخير من العام من حقلي خريص ومنيفة وهو ما سيمنحها القدرة على زيادة الانتاج اذا لزم الامر.
والانتاج الاضافي لن يزيد طاقة أرامكو لكنه سيمنحها مزيدا من المرونة لزيادة الامدادات ورفع مستويات الانتاج بوتيرة أسرع من ذي قبل. الى ذلك قالت أرامكو السعودية امس انها رفعت سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف الى اسيا في نوفمبر بمقدار 60 سنتا للبرميل ليصبح بعلاوة قدرها 70ر1 دولار للبرميل فوق متوسط أسعار خامي عمان ودبي. وخفضت الشركة سعرها الرسمي لبيع الخام العربي الخفيف الى شمال غرب أوروبا في نوفمبر بواقع 90 سنتا عن الشهر السابق ليصبح بخصم قدره 70ر2 دولار للبرميل عن خام برنت في بورصة انتركونتننتال. وتحدد سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف المتجه الى الولايات المتحدة بعلاوة تبلغ دولارا للبرميل فوق مؤشر أرجوس للخامات العالية الكبريت لشهر نوفمبر دون تغيير عن الشهر السابق.
من جانبه قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك انه لا يستبعد بلوغ أسعار النفط العالمية مئة دولار للبرميل. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها نوفاك لاذاعة بيزنس اف.ام. وأضاف نوفاك أن روسيا وايران ما زالتا تدرسان كيفية تقديم مدفوعات لبعضهما البعض بالعملات الوطنية في مواجهة العقوبات الامريكية القادمة على طهران.

تهدئة المخاوف
بدوره قال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية لرويترز امس انه يجب على كبار منتجي النفط اتخاذ الخطوات الصحيحة لتهدئة المخاوف بشأن الامدادات والتي دفعت أسعار الخام لاعلى مستوى في أربع سنوات. وقال بالهاتف الوقت الحالي هو المناسب لجميع اللاعبين خاصة كبار منتجي ومصدري النفط لدراسة الوضع واتخاذ الخطوات الصحيحة لتهدئة السوق والا فلا أتوقع استفادة أي طرف.
وأضاف أن زيادة أسعار النفط الى أكثر من 85 دولارا للبرميل تزامنا مع مخاوف بشأن التجارة العالمية تفرض ضغوطا كثيفة على الاقتصادات الناشئة. وقال بيرول الطاقة باهظة الثمن تعود في وقت سيء للاقتصاد العالمي. وارتفاع الاسعار في الاونة الاخيرة مدفوع بمخاوف من شح الامدادات في ظل انخفاض حاد لصادرات ايران من الخام قبل تجديد عقوبات أمريكية على طهران بدءا من الشهر القادم. وتعهدت منظمة البلدان المصدرة للبترول بقيادة السعودية أكبر منتج في المنظمة وروسيا غير العضو فيها بتعزيز الانتاج.