السبت 17 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

السعودية تستنكر موقف "الشيوخ الأميركي" وترفض التدخل في شؤونها

Time
الاثنين 17 ديسمبر 2018
View
5
السياسة
"الشورى": التجاذبات السياسية الأميركية ليست مجالاً للزج بالسعودية في أتونها

البرلمان العربي: الحملة ضد المملكة لن تنال من قيادتها ومكانتها كركيزة للاستقرار



الرياض، عواصم - وكالات: استنكرت السعودية أمس، قرارين صادرين عن مجلس الشيوخ الأميركي يدعو أحدهما لانهاء الدعم العسكري الأميركي للحرب في اليمن، ويلقي الاخر بمسؤولية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذكرت المملكة ان الموقف بُني على "ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة"، مؤكدة أن ما حدث لخاشقجي "جريمة مرفوضة لا تعبر عن سياسة المملكة ولا نهج مؤسساتها".
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن المملكة "تؤكد على رفضها التام لاي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها، ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الاشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها".
وأضافت "تأمل المملكة ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، منعا لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها اثار سلبية كبيرة على العلاقة الستراتيجية المهمة بينهما".
من جانبها، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية ليل أول من أمس، القول "إن المملكة إذ تؤكد حرصها على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة، فإنها تبدي استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة، تكنّ لها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده كل الاحترام، وتربط المملكة بها روابط ستراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة، بنيت على مدى عشرات السنين لخدمة مصالح البلدين والشعبين".
وأضاف أن "المملكة إذ تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها، فإن مثل هذا الموقف لن يؤثر على دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وأنها كانت ولا زالت تلعب دوراً ريادياً في العالمين العربي والإسلامي، ولها مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين مما جعلها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأوضح أن المملكة تتمتع بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء .
وقال "كان لإسهام المملكة في قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في الميادين العسكرية والأمنية والمالية والفكرية الأثر البالغ في دحض التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرهما، وحماية أرواح العديد من الأبرياء حول العالم، وذلك عبر تأسيسها وقيادتها للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة، وفي هذا السياق تتخذ المملكة موقفاً حازماً إلى جانب الولايات المتحدة في مواجهة النشاطات الإيرانية السلبية، عبر حلفائها ووكلائها التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة". وأضاف "أنه في الوقت نفسه تواصل المملكة بذل الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي والتي قادت بدعم السعودية إلى الاتفاقات التي تم الإعلان عنها مؤخراً في السويد".
وأشار إلى أن "المملكة تولى الوضع الإنساني في اليمن أهمية بالغة، وتقوم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات كبيرة للشعب اليمني في المناطق اليمنية كافة، كما تتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات للمحتاجين".
وشدد على حرص المملكة في الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة، وقال "إن المملكة تعمل على تطويرها في المجالات كافة، وتثمن موقف الحكومة الأميركية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة، فهي تدرك أن موقف مجلس الشيوخ الأميركي يرسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية- الأميركية، وتأمل المملكة ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين يكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الستراتيجية المهمة بينهما".
بدوره، استنكر مجلس الشورى السعودي موقف مجلس الشيوخ الأميركي، مؤكدا في بيان في مستهل جلسته الأمس برئاسة رئيس المجلس عبد الله آل الشيخ، أن "أبناء المملكة يرفضون بشكل قاطع التعرض لقيادتهم المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أو النيل من سيادة المملكة أو التعرض لمكانتها".
وأكد أن "دور المملكة في كبح شرور الإرهاب يعد من أهم الأعمال التي ساعدت العالم في التقليل من آثار هذه الآفة".
ورأى "أن موقف مجلس الشيوخ الأميركي لا يعبر عن الدور المنوط بالمجالس البرلمانية، في تعزيز علاقات الصداقة بين الدول سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي" ، مشدداً على "أن تجاذبات السياسة الأميركية الداخلية لا يمكن أن تكون مجالاً للزج بدولة بحجم السعودية في أتونها، بما يؤثر على العلاقات التاريخية والستراتيجية بين البلدين الصديقين" .
بدوره طالب رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي مجلس الشيوخ الأميركي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية واحترام سيادتها، وعدم المساس بقيادتها والنيل من مكانتها.
وذكر بيان صادر عن البرلمان العربي، أن السلمي أكد في رسالة مكتوبة وجهها لرئيس مجلس الشيوخ الأميركي، رفضه القاطع لقرار مجلس الشيوخ الذي يتناقض مع مبدأ احترام سيادة الدول وعدم جواز التدخل في شؤونها الداخلية، والعلاقات التاريخية والستراتيجية التي تربط الدولتين والشعبين السعودي والأميركي.
وأشار إلى القرار الصادر عن البرلمان العربي في 11 ديسمبر الجاري، بشأن تضامن البرلمان العربي التام مع السعودية، والتصدي لأي محاولات للنيل منها أو تهديدها، سواء بالتلويح أو الابتزاز أواستخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة بغرض استهداف قيادة وسمعة ومكانة دولة عريقة لها تاريخ مشرف اعتماداً على معلومات مغلوطة ومصادر مضللة.
وأكد أن هذه الحملة لن تنال من قيادة المملكة ومكانتها العربية والإسلامية بوصفها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، ومواقفها الراسخة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، خدمةً للقضايا العربية والإسلامية ودورها المحوري كركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي للتدخلات الخارجية في الشأن العربي والتهديدات والمخاطر التي تحدق بالمجتمع العربي والإسلامي.
ونوه بجهود السعودية الرائدة لاستتباب الأمن وتعزيز التعاون الدولي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتسخير كامل إمكاناتها في حفظ الأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم ومكافحة التطرّف والإرهاب، وترسيخ السلام والاستقرار ودعم مشاريع التنمية والتحديث في منطقة تواجه تحديات كبيرة ومخاطر جسيمة وتتسم بالاضطرابات والتوتر وعدم الاستقرار .
آخر الأخبار