السعودية تنفذ أكبر عملية إنقاذ من جحيم حرب السودان

الرياض، الخرطوم، عواصم- وكالات: في أكبر عملية إنقاذ من نوعها تُنفذها السعودية حتى الآن، وصلت أمس سفينة إجلاء تقل 1687 مدنيا من نحو 50 دولة؛ فروا من العنف في السودان إلى مدينة جدة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية السعودية.
وقالت الخارجية في بيان: "وصل صباح الأربعاء إلى مدينة جدة 13 مواطنا سعوديا، كما بلغ عدد رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم نحو 1674 شخصا من 56 دولة"، مشيرة إلى أنهم نُقلوا من خلال إحدى السفن التابعة للمملكة.
من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان: إن المملكة على تواصل مباشر مع الأشقاء في السودان لتأمين ممرات آمنة بهدف إجلاء رعايا الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدًا استمرار مساعي الرياض الحميدة بالعمل على اجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة رعاياها ونقلهم لأماكن آمنة.
وإضافة إلى السعوديين الـ13، شملت عملية الإجلاء مدنيين من دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وأميركا الوسطى، بحسب بيان وزارة الخارجية.
وأوضحت الوزارة أنه "بذلك يصل إجمال من تم إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء إلى نحو 2148 شخصا (114 مواطناً سعوديا، 2034 شخصاً ينتمون لـ62 جنسية)".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الألمانية اكتمال مهمة الإجلاء من السودان، وأنه جرى نقل نحو 700 شخص إلى خارج البلاد بينهم نحو مئتي مواطن ألماني.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإندونيسية أن 560 مواطنا تم إجلاؤهم من السودان إلى السعودية، لكنها لم توضح ما إذا كانوا جميعهم على متن السفينة نفسها التي وصلت صباح أمس إلى جدة، وقال المتحدث توكو فايزاسياه: إن جاكرتا ستقوم بجولة ثانية من عمليات الإجلاء تشمل نحو 300 إندونيسي من الخرطوم إلى بورتسودان، قبل الرحلة التالية.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية السريلانكية أن 13 مواطنا وصلوا إلى جدة من السودان، فيما ينتظر 12 آخرون إجلاءهم في بورتسودان.
وسبق أن نظمت السعودية عمليات إجلاء بحرا وجوا، حيث أعلنت يوم السبت الماضي إنجاز أول عملية إجلاء لمدنيين من السودان إلى جدة، على متن سفينة شملت نحو 150 شخصا بينهم ديبلوماسيون أجانب ومسؤولون، فيما نقلت طائرة عسكرية يوم الإثنين نحو 30 شخصا من رعايا كوريا الجنوبية إلى قاعدة جوية في جدة، كما أجلت سفينة نحو مئتي شخص من 14 جنسية من مدينة بوتسودان إلى قاعدة بحرية في جدة.
إلى ذلك، دخل وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه برعاية أميركية يومه الثاني، وتجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم، بينما أكد الجيش السوداني أنّ الرئيس المخلوع عمر البشير موجود في مستشفى علياء التابع للقوات المسلحة تحت حراسة ومسؤولية الشرطة القضائية، وقالت وزارة الداخلية: إنّ ميليشيات "الدعم السريع" المتمردة اقتحمت خمسة سجون، بينها سجن "كوبر"، حيث كان يجري احتجاز البشير ومسؤولي نظامه، وأطلقت سراح جميع النزلاء.
يأتي ذلك فيما أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 295 قتيلاً و1790 مصاباً، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن المعارك خلفت نحو 459 قتيلا وأربعة آلاف جريح.