السعودية وأميركا تُحذِّران جنرالي السودان من توقف جهود التهدئة

الخرطوم، عواصم - وكالات: لم تكد هدنة الـ 24 ساعة التي تمت بوساطة سعودية أميركية تلفظ أنفاسها، حتى تجدّدت الاشتباكات العنيفة والقصف المدفعي بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، فيما حذر الوسطاء الأميركيون والسعوديون الأطراف المتحاربة من أن الجهود الديبلوماسية للتهدئة ستتوقف ما لم يفوا بالتزاماتهم.
وكشفت مصادر ديبلوماسية أن الوساطة المشتركة بين السعودية والولايات المتحدة الاميركية تعكف حاليا على صياغة اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، مضيفة أن التزام الطرفين بهدنة اليوم الواحد شجع الوسطاء في المضي قدما للعمل على بلورة الاتفاق الجديد، إلا ان الوسطاء حذروا الأطراف المتحاربة من أن الجهود الديبلوماسية ستتوقف ما لم يفوا بالتزاماتهم هذه المرة.
من جانبها، قالت وسائل إعلام محلية إنّ سلاح الجو السوداني شنّ غارات على مواقع لقوات الدعم السريع في شرق النيل وبحري في الخرطوم، وتركزت أكثر حول المناطق السكنية والجسور الرئيسية. فيما أكد شهود عيان، سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين في أحياء عديدة بجنوب ووسط الخرطوم ومنطقة شرق النيل بعد انفجارات قوية هزت تلك المناطق.
وأضاف الشهود أن معارك عنيفة وقعت بين الطرفين بالقرب من جسر الحلفايا ببحري، مشيرين إلى استخدام أسلحة ثقيلة في القتال. كما أكد سكان في مناطق بشرق النيل عن نشوب قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، استُخدِمَت فيه الأسلحة الثقيلة ايضا.
ويأتي تجدد الاشتباكات وسط انتقادات داخلية ودولية حادة للحرب التي دخلت أسبوعها التاسع، والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف شخص من المدنيين وتسببت في خسائر مادية باهظة وسط أعمال نهب وفوضى واسعة.
وفي سياق متصل، أفادت محطة كي بي سي الكينية الرسمية أن رؤساء دول شرق إفريقيا سيجتمعون في جيبوتي اليوم لمناقشة الوضع في السودان. وقالت إن هذا اللقاء سيكون أول اجتماع فعلي لقادة الدول الأعضاء في الكتلة الإقليمية الحكومية الدولية (إيغاد) منذ تفشي وباء كورونا.وقال متحدث باسم الرئيس الكيني إن القمة ستشهد مداولات بشأن المسائل الإقليمية الحاسمة، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في السودان.
وفي آخر التطورات القادمة من مدينة الجنينة عاصمة إقليم دارفور ، قالت نقابة أطباء السودان إن المدينة محاصرة وهناك مئات القتلى وآلاف النازحين الذين فروا من منازلهم ومن الملاجئ التي لجأوا إليها.
وأضاف النقابة في بيان لها أن المنظومة الصحية في الأقيلم منهارة وأن المنظمات الإنسانية خرجت عن الخدمة وغادرت ولاية غرب دارفور فيما تم تقييد حركة الأطقم الطبية وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه. واصفة ما يجري في الجنينة بأنه أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية، مناشدة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لوقف الانتهاكات والمجازر اليومية في الجنينة.
بدوره قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي إن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي، داعيا في الوقت ذاته إلى تشكيل آلية وطنية محايدة ودولية لمراقبة تنفيذ الهدنة وأن تمتد المراقبة لتشمل دارفور.