السعودية وإيران تعلنان استئناف العلاقات وتتبادلان فتح السفارات

الرياض، طهران، عواصم - وكالات: بعد نحو سبع سنوات من القطيعة الديبلوماسية منذ يناير من العام 2016، أعلنت السعودية وإيران والصين التوصل إلى اتفاق في بكين، لاستئناف العلاقات الديبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثليتاهما خلال مدة أقصاها شهران، وفقًا لبيان مشترك بين البلدين نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس".
وقوبل الاتفاق بترحيب دولي وعربي وإسلامي واسع، وقلق كبير في إسرائيل، فيما قالت واشنطن إن السعوديين أبلغوها باتصالاتهم مع الإيرانيين، لكن لم يكن للولايات المتحدة دور في الاتفاقية.
وفي تعليقه على الاتفاق، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن استئناف العلاقات الديبلوماسية بين بلاده وإيران، يأتي انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة، مؤكدا أن دول المنطقة يجمعها مصير واحد وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن عودة العلاقات بين طهران والرياض إلى طبيعتها ستوفر قدرات كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي، وكتب في تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" إن "سياسة الجوار باعتبارها المحور الرئيس للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية تتحرك بقوة في الإتجاه الصحيح، كما يقف الجهاز الديبلوماسي بنشاط وراء التحضير لمزيد من الخطوات الإقليمية".
بدوره، ثمن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، جهود العراق في استضافة خمس جولات من المحادثات بين إيران والسعودية، معتبرا الجهود التي بذلتها بغداد في توفير الأرضية لطهران والرياض للتوصل إلى اتفاق جديد قيمة للغاية.
وكان بيان ثلاثي صدر في بكين أول من أمس، في ختام محادثات قادها مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وعضو المكتب السياسي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس مكتب اللجنة المركزية في الشؤون الخارجية بالحزب وعضو المجلس الحكومي في الصين فانغ يي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن البيان تضمن تأكيد السعودية وإيران على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتفقتا على أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعا لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقتا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما الموقعة عام 2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب الموقعة عام 1998.
وأشارت الوكالة إلى أن البيان ذكر أنه استجابة لمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران، وبناء على الاتفاق بين الرئيس بينغ وكل من قيادتي السعودية وإيران بأن تقوم الصين باستضافة ورعاية المحادثات بين السعودية وايران، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والديبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاما منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والمواثيق والأعراف الدولية، فقد جرت في الفترة من السادس حتى العاشر من مارس الجاري في بكين محادثات بين وفدي السعودية وايران، برئاسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني السعودي مساعد العيبان وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.
ولفتت إلى أنه بحسب البيان، أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن تقديرهما وشكرهما للعراق وعمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021 و2022، كما أعرب الجانبان عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المحادثات ورعايتها وجهود إنجاحها، موضحة أن كلا من الدول الثلاث أعربت في البيان عن حرصها على بذل الجهود كافة لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.
من جانبها، كشفت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أنه عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبكين مؤخرا، بدأ أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، منذ السادس من مارس الجاري متابعة اتفاقيات الزيارة وإجراء محادثات مكثفة مع وزير الدولة السعودي والمستشار في مجلس الوزراء ومستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان لحل المسائل العالقة بين البلدين.