السعودية والهند تعززان علاقاتهما بـ100 مليار دولار استثمارات

ولي العهد السعودي: علاقتنا مع الهند في حمضنا النووي... ومودي: الرياض أهم شريك ستراتيجي

نيودلهي، الرياض، عواصم - وكالات: أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس، استعداد بلاده للتعاون مع الهند في مجال الاستخبارات لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أنه يشكل مصدر قلق مشترك للبلدين.
وقال الأمير محمد بن سلمان في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قصر حيدر أباد نيودلهي: إن "الإرهاب والتطرف يشكلان مصدر قلق لكل من الهند والسعودية"، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة للتعاون مع الهند في المجال السياسي إلى جانب الاستخباراتي.
وقال: "كل من بلدينا يجابه تحديات متشابهة أولها التطرف والإرهاب وأمن المحيط الهندي. نؤكد للهند أننا جاهزون للعمل سواء في المجال الاستخباراتي أو السياسي".
وأكد أن الرياض ونيودلهي يضعان كل الستراتيجيات والخطط اللازمة لخدمة المصالح المشتركة، مشيرًا إلى أن السعودية تسعى لمزيد من الاستثمارات في الهند بقيمة 100 مليار دولار خلال العامين المقبلين.
وقال إن العلاقة بين الهند والسعودية في حمضنا النووي والفرص بين بلدينا كثيرة جدًا، وهناك الكثير من المصالح سواء في مجال الطاقة والزراعة والتقنية والثقافة والاقتصاد، مضيفًا أن رئيس الوزراء الهندي قام بزيارة للسعودية في عام 2016 وتكللت بمزيد من نجاحات تحققت خلال عامي 2017 و2018 أهمها الاستثمار في مجال التكرير والبتروكيماويات بحجم 44 مليار دولار أميركي.
وأضاف أن السعودية ليست فقط دولة تبيع النفط ولكننا نستثمر أيضا في التكرير وصناعة البتروكيماويات، واتفقنا على عدة نقاط تجعل من الهند مركزًا إقليميًا مهمًا لتوزيع النفط، مشيرًا إلى أنه خلال العام الماضي تم استثمار 10 مليارات دولار في مجال التقنية.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي كان خرج عن البروتوكول الحكومي للترحيب بولي العهد السعودي في المطار أول من أمس، أن السعودية تعد واحدة من أهم الشركاء الستراتيجيين لبلاده، مشددا على أنه تم الاتفاق مع الجانب السعودي على ضرورة ممارسة الضغط على الدول التي تدعم الإرهاب، فضلا عن تعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب والأمن الإلكتروني والبحري.
وذكرت صحيفة "إكونوميك تايمز" الهندية أن مودي والأمير محمد بن سلمان أصدرا بيانا مشتركا، بخصوص الشواغل المشتركة والفرص المتاحة للبلدين، نقل عن ولي العهد السعودي القول "نود أن نخبر صديقتنا الهند بأننا سنتعاون على الأصعدة كافة، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، وسنعمل مع الجميع لضمان مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة، مشيرا إلى أنه بدءا من عام 2016 وحتى الآن، حققنا تقدما كبيرا إذ تم استثمار 42 مليار دولار في هذه الفترة"، بينما قال مودي: "نرحب بانضمام السعودية للتحالف الدولي للطاقة الشمسية، فهي صديقة مقربة ومصدر مهم لأمن الطاقة في الهند".
وبحث الجانبان في العلاقات المتميزة بين البلدين وسبل تطوير التعاون الثنائي، بالإضافة إلى بحث تطورات الأحداث الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.
في غضون ذلك، وقعت السعودية والهند خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم؛ بهدف تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها شملت برنامج عمل إطاري للتعاون بين الهيئة العامة للاستثمار بالمملكة واستثمار الهند، ومذكرة تفاهم في مجال الإسكان بين البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة السياحة الهندية.
كما تضمنت الاتفاقيات مذكرة تفاهم في مجال الاستثمار في الصندوق الوطني للاستثمار والبنية التحتية الهندي بين حكومتي البلدين، ومذكرة تفاهم بين البلدين للتعاون في مجال البث بين هيئة الإذاعة والتلفزيون بالمملكة وبراسار بهاراتي نيودلهي الهند، كما تم الإعلان عن انضمام المملكة للتحالف الدولي للطاقة الشمسية.
من جانبه، استقبل الرئيس الهندي رام ناث كوفيند، الأمير محمد بن سلمان في القصر الرئاسي في نيودلهي.وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن المدفعية الهندية أطلقت 21 طلقة ترحيبا بولي العهد السعودي.
كما التقى الأمير محمد بن سلمان بوزيرة الخارجية الهندية سوشما سوراج.
وقالت "واس" إنه "جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية المتميزة، وفرص تطويرها في شتى المجالات، إلى جانب بحث الأوضاع في المنطقة".
بدورهم، صرح مسؤولون بأن الأزمة بين الهند وباكستان ستكون أحد المحاور خلال المحادثات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والقادة الهنود في نيودلهي.
وقال مسؤولون هنود: إن الجانب الهندي "سيثير بشدة" قضية دعم باكستان المزعوم للمسلحين والتورط في هجمات.