السعودية والهند تُعزِّزان تقاربهما بـ49 اتفاقية وتتعاونان لبناء المستقبل

بن سلمان يتوجه إلى سلطنة عُمان بعد انتهاء زيارته للهند لبحث التطورات الإقليمية وتوطيد التعاون الاقتصادي

نيودلهي، الرياض، عواصم - وكالات: وقعت السعودية والهند 49 اتفاقية تعاون أمس، ضمن مساعيهما لتعزيز التقارب المشترك، فيما أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عقب جلسة محادثات رسمية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أن العلاقات بين المملكة والهند "ذات منفعة متبادلة"، قائلا إن البلدين يعملان على "الفرص المستقبلية ونتعاون لبناء المستقبل"، لافتاً إلى أنه يتم العمل على تحقيق الممر الاقتصادي على أرض الواقع، وتحقيق إنجازات واعدة في مجلس الأعمال السعودي الهندي.
وأشار إلى أن الجالية الهندية لعبت دوراً كبيراً في النمو الاقتصادي بالمملكة وتمثل سبعة في المئة من التعداد السكاني، كما أنها جزء من المملكة ويتم رعايتهم مثل المواطنين، مهنئاً الهند على إدارة قمة "جي 20" والمبادرات المحققة.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي مودي إنه أجرى محادثات مثمرة للغاية مع ولي العهد السعودي، مشيراً إلى أن آفاق التعاون مع المملكة كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي، كما أن الروابط التجارية مع المملكة ستنمو بشكل أكبر.
وعقب جلسة المحادثات وقع ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء الهندي اتفاقية مشتركة بين البلدين، كما شهدا توقيع اتفاقيات مشتركة بين مسؤولي البلدين خلال منتدى الاستثمار السعودي الهندي والذي انعقد على هامش الزيارة الرسمية التي بدأها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى نيودلهي بعد انتهاء مشاركته في أعمال قمة "جي 20"، حيث وصل عدد الاتفاقيات الموقعة إلى نحو 49 اتفاقية، شملت توقيع وزير الاستثمار السعودي وهيئة الاستثمار في الهند اتفاقيات لتعزيز الاستثمار المشترك في مجالات عدة، ومن بين المجالات التي ركزت عليها الاتفاقيات الطاقة والبتروكيماويات والطاقة المتجددة والزراعة والصناعة، إضافة إلى المجالات الاجتماعية والثقافية.
وأقيم استقبال رسمي للأمير محمد بن سلمان بحضور رئيس الوزراء الهندي، كما التقى ولي العهد السعودي بالرئيسة الهندية دروبادي مورمو في القصر الرئاسي في نيودلهي، ونشرت مقاطع فيديو تظهر لافتات في شوارع العاصمة الهندية ترحيباً بزيارة ولي العهد السعودي، واعتبر مراقبون الزيارة ستؤدي إلى تعميق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والاستثمار والأمن.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيزور سلطنة عُمان بعد نهاية زيارته الحالية إلى الهند، حيث يلتقي سلطان عُمان السلطان هيثم بن طارق، وسيجري الزعيمان محادثات ثنائية تشمل التطورات الإقليمية والدولية والعلاقات الثنائية، وبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وبحسب الصحيفة، أكد وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي أن العلاقات العمانية السعودية أصبحت علاقات جوار أخوية نموذجية، مشيرا إلى نمو حجم التبادل التجاري بين البلدين بزيادة قدرها 123 في المئة ليصل إلى نحو سبعة مليارات دولار في العام 2022.
وقال إن سلطنة عمان والسعودية قطعتا شوطاً كبيراً منذ التوقيع على مذكرة تأسيس وقيام مجلس التنسيق العماني السعودي في تأطير وتعميق التعاون بين البلدين في العديد من مجالات الشراكة والتكامل، وبمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، مشيرا إلى أن السعودية كانت الوجهة الأولى لأول زيارة رسمية خارجية للسلطان هيثم بن طارق في عام 2021، مبيناً أنه حينها تم التوقيع على مذكرة تأسيس وقيام مجلس التنسيق العماني السعودي.
وعن مسار التعاون المشترك، قال البوسعيدي إنه "من ذلك الوقت وقع البلدان على جملة من الاتفاقيات ومذكرات التعاون والبرامج التنفيذية، الرامية إلى تحقيق المزيد من المنافع المتبادلة، وتوسيع رقعة المصالح المشتركة وتنويعها"، لافتا إلى أن كلاً من عُمان والسعودية "تتلاقيان في رؤيتين مستقبليتين طموحتين، فلدينا رؤية عُمان 2040، وتقابلها في المملكة رؤية 2030، ونعمل على دعمهما".