السعودية واليابان تعززان شراكتهما وتوقعان 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم

جدة، طوكيو، عواصم - وكالات: استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا في الديوان الملكي في قصر السلام بجدة، القضايا الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لحلها، وتعزيز التعاون وفق "الرؤية السعودية اليابانية 2030"، وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية، خاصةً أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية وسبل تعزيز التعاون وفق الرؤية السعودية اليابانية 2030.
وعقب جلسة المحادثات التقى ولي العهد السعودي بحضور رئيس الوزراء الياباني رؤساء الشركات وأصحاب الأعمال في اليابان، فيما أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح توقيع 26 اتفاقية تعاون مع الجانب الياباني بهدف تعزيز الشراكة.
وشملت مذكرات التفاهم واتفاقيات الاستثمار قطاعات عدة، منها الصحة والترفيه والثقافة والطاقة التقليدية والطاقة الخضراء والكيميائيات والتصنيع والآلات والمعدات والأنشطة المالية والتقنية والزراعة والبيئة والعقارات، واستعرض الجانبان خلال اجتماع الطاولة المستديرة السعودي - الياباني الذي شارك فيه إلى كيشيدا والفالح وممثلون عن الحكومة اليابانية ونحو 44 شركة يابانية رائدة، فرص تعزيز الشراكات الاستثمارية في مجموعة واسعة من القطاعات مثل الطاقة النظيفة والمواد الكيميائية النظيفة والتعدين والرعاية الصحية والتقنيات الرقمية. ونقلت (واس) عن الفالح القول إن العلاقات التي تربط المملكة باليابان ذات أهمية ستراتيجية حيوية للمنطقة ككل، معتبرا لقاء ولي العهد السعودي مع رئيس الوزراء الياباني، يعد منعطفا مهما يؤكد حقبة جديدة من التطور والنماء للعلاقات، قائلا إن المملكة تحرص على توفير البيئة للمستثمرين اليابانيين، لافتاً إلى أن اليابان ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة.
من جانبه، أكد رئيس وزراء اليابان أن السعودية شريك ستراتيجي مهم لليابان، مشيراً إلى أن بلاده ستتعاون مع السعودية في مجال أشباه الموصلات، وسندعمها بالتكنولوجيا الحديثة للحصول على الطاقة النظيفة، مؤكدا أن عدد الشركات اليابانية العاملة في المملكة ارتفع إلى 110 شركات.
وفي السياق، أكدت السعودية واليابان في بيان مشترك بشأن مبادرة "منار للتعاون في مجال الطاقة النظيفة" بين البلدين، التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان وكيشيدا، طموحهما المشترك في مجال الطاقة النظيفة وسعيهما للوصول إلى الحياد الصفري، واعتبرتا المبادرة بمثابة منارة تسترشد بها الدول والأقاليم الأخرى من العالم في سعيها نحو تطوير ستراتيجياتها وخططها لتحقيق طموحاتها في الوصول إلى الحياد الصفري.
على صعيد متصل، وقع مجلس التعاون لدول الخليج العربية واليابان بيانا مشتركا لاستئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الطرفين. وقال الأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي إن الإعلان عن استئناف مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون واليابان، يأتي تنفيذا لتوجيهات المجلس الوزاري لإبرام اتفاقيات تجارة حرة مع شركاء دول المجلس التجاريين ضمن قائمة الأولويات التي أقرها في دورته المنعقدة في يونيو 2022، موضحا أن اليابان من الدول التي يسعى مجلس التعاون إلى تعزيز علاقاته الستراتيجية والاقتصادية والتنموية والاستثمارية معها.
في غضون ذلك، وصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى السعودية في مستهل جولة خليجية تستغرق ثلاثة أيام وتقوده إلى قطر والإمارات، بهدف تعزيز العلاقات بين تركيا ودول الخليج، فضلا عن زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
وقال نائب الرئيس التركي جودت يلماز إن بلاده ستحقق مكاسب استثمارية مهمة خلال الجولة، مؤكدا وجود فرص تعاون بين تركيا ودول الخليج في العديد من المجالات، بدءا من الطاقة والصناعات الدفاعية وصولا إلى السياحة ومشاريع البنى التحتية، مشددا على أن المحادثات بين تركيا ودول الخليج لا تدور حول الأموال الساخنة، وإنما تستهدف تأمين رؤوس أموال أو تمويل طويل الأجل يشبه رؤوس الأموال، لافتا إلى أن التعاون سيعود بالنفع على كلا الجانبين وخاصة في مجال الاستثمارات الدولية المباشرة.