الدولية
السعودية وفرنسا تتفقان على تطوير شراكتهما وتعزيز تعاونهما الدفاعي
السبت 30 يوليو 2022
5
السياسة
الرياض، باريس، عواصم - وكالات: شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة التقييم المستمر للتهديدات المشتركة لمصالح البلدين ولأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأهمية تعزيز التعاون والشراكة في المجالات الدفاعية.وأكد الزعيمان في البيان الختامي لزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لفرنسا، أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الديبلوماسية والسلمية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار واحترام وحدة وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.وبحث الجانبان العلاقات التاريخية والستراتيجية بين البلدين، وسبل تطويرها في جميع المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.وأفاد البيان بأن المحادثات شملت سبل تعميق الشراكة الاستثمارية بين البلدين عبر رفع وتيرة التعاون الاستثماري والاقتصادي، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتعاون في مجال الهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية بالتركيز على الانبعاثات وليس على المصادر.وأوضح البيان أن المحادثات تطرقت إلى جوانب الشراكة الستراتيجية وسبل تطويرها، وأهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، واستقرار الإمدادات الغذائية من القمح والحبوب لجميع دول العالم وعدم انقطاعها، والحفاظ على وفرة المعروض واستقرار الأسعار.وتناولت المحادثات مناقشة سبل تطوير وتعزيز التعاون والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها مكافحة الإرهاب والجرائم بجميع أشكالها، وتبادل الخبرات والتدريب.وأشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن، في حين ثمنت المملكة دعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث.وشدد الرئيس الفرنسي على أهمية وجود مصادر متنوعة لإمدادات الطاقة، وأفاد بيان الرئاسة الفرنسية أن ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي يريدان "تكثيف التعاون" من أجل "التخفيف من آثار الحرب في أوكرانيا في أوروبا والشرق الأوسط والعالم".من جانبه، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المحادثات الثنائية التي اجريت تؤكد الرغبة المشتركة في تعزيز الشراكة الستراتيجية للبلدين في المجالات كافة، معتبرا في برقية شكر بعثها بعد أن التقى الرئيس الفرنسي في عشاء عمل بقصر الاليزيه، ان "اللقاء يؤكد الرغبة المشتركة في العمل على استمرار التنسيق والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تهدف الى تحقيق مصالح البلدين والشعبين الصديقين وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".بدوره، أكد بيان نشره مكتب الرئيس الفرنسي أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال مأدبة عشاء أقيمت بقصر الإليزيه، مساعدة أوروبا في الاستغناء عن النفط والغاز من روسيا، مضيفا أن ماكرون شدد على أهمية استمرار التنسيق مع السعودية لتنويع مصادر إمدادات الطاقة للدول الأوروبية.من جهتها، أكدت الرئاسة الفرنسية "الاليزيه" أن الرئيس ماكرون أعرب عن قلقه العميق إزاء الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا وتأثيرها الكارثي على السكان المدنيين وانعكاساتها على الأمن الغذائي، مشددا على ضرورة إيجاد مخرج للصراع وتكثيف التعاون للتخفيف من آثاره في أوروبا والشرق الأوسط والعالم، مؤكدا أهمية استمرار التنسيق الذي بدأ مع السعودية لتنويع إمدادات الطاقة للدول الأوروبية وطرح مبادرة "فارم" للأمن الغذائي العالمي.وبشأن مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، قال بيان "الإليزيه" إن "ماكرون شدد على ضرورة أن تنتهز إيران الفرصة المتاحة لها للعودة للاتفاق"، مشيرا بشأن مؤتمر بغداد الذي عقد في أغسطس الماضي، لتمسك بلاده "بأي ديناميكية" تهدف لتعزيز الحوار والتكامل الإقليمي.وفيما يتعلق بلبنان، قال البيان إن الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي اتفقا على تعزيز التعاون بينهما لاسيما في إطار الآلية الإنسانية المشتركة التي أنشئت عقب زيارة الاول إلى جدة في ديسمبر 202، بالاضافة الى خطط المتابعة لتقديم الدعم لصالح الفئات الضعيفة من السكان في لبنان، وقررا تكثيف التبادلات بينهما من أجل "تمكين لبنان من تجاوز التحديات الاقتصادية والسياسية من خلال التنفيذ السريع للاصلاحات المتوقعة من السلطات اللبنانية".واوضح البيان ان ماكرون أشار إلى تمسكه بوقف إطلاق النار في شمال سورية وضرورة منع أي عمل أحادي من شأنه تقويض جهود التحالف الدولي ضد "داعش".كما ناقش الطرفان الوضع في الشرق الأوسط، حيث أعرب ماكرون عن قلقه واكد استعداده للعمل من أجل سلام "عادل ودائم" واستئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.على صعيد آخر، التقى ولي العهد السعودي خلال زيارته فرنسا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" أودري أزولاي، حيث استعرضا المبادرات الثقافية السعودية والتعاون المتبادل مع المنظمة وفرص تطويره.