السعودية وقَّعت صفقات بـ 55 مليار دولار في النفط والبُنى التحتية

"أرامكو": ملتزمون بالاكتتاب العام ... واتفاقات مع 15 شريكاً دولياً بـ 34 مليار دولار

رئيس الوزراء الباكستاني: نبحث مع الحكومة السعودية بناء مصفاة نفط

الفالح على هامش جلسات المؤتمر: لا أستبعد زيادة إنتاجنا النفطي

ديمترييف: السعودية قد تستثمر 5 مليارات دولار في مشروع الغاز الطبيعي المسيل



الرياض - وكالات: احتضنت العاصمة السعودية الرياض، صباح امس مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار للعام 2018، في مسعى لمواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص التي ستساهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة. ويعقد الحدث الضخم تحت رعاية العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، من 23 إلى 25 أكتوبر الجاري. وسيرأس المنتدى، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، الأمير محمد بن سلمان.
واكد بن سلمان للصحافيين خلال تفقده مقر انعقاد المؤتمر انه راض عن المؤتمر وقال عظيم مزيد من الناس مزيد من المال.وسيترأس اليوم جلسة خلال المؤتمر بحضور ولي العهد البحريني.
وكان صندوق الاستثمارات العامة في السعودية قد كشف عن برنامج مبادرة مستقبل الاستثمار، في إطار جدول أعمال غني يتضمن أكثر من 40 جلسة ونقاشات مفتوحة وورش عمل.ويتضمن أيضا منتديات جانبية ينصب تركيزها على ثلاث ركائز أساسية هي: الاستثمار في التحوّل، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية.
وأكد الصندوق حضور أكثر من 150 متحدّثاً يمثّلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة، إضافة إلى شراكات مع 17 مؤسسة عالمية، حيث سيسلط برنامج المبادرة الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو، وتعزيز الابتكار إضافة إلى مواجهة التحدّيات العالمية.
وقال مسؤولون ان السعودية وقعت اتفاقات بأكثر من 55 مليار دولار في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية وقطاعات أخرى خلال المؤتمر.
وأوضح التلفزيون الرسمي أن الصفقات تشمل شركات ترافيجورا لتجارة السلع الاولية وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز.
وقالت ترافيجورا التي مقرها سويسرا انها وقعت اتفاقا لمشروع مشترك مع شركة التعدين الحديثة التي تتخذ من الرياض مقرا.
وأوضحت ترافيجورا أن المشروع الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات يتضمن تطوير مجمع متكامل لصهر وتنقية النحاس والزنك والرصاص في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية.
وتشمل الصفقات اتفاقا لتشييد مجمع بتروكيماويات متكامل ومنطقة لانشطة المصب ضمن المرحلة الثانية من مصفاة ساتورب المملوكة ملكية مشتركة بين أرامكو السعودية وتوتال واستثمارات في محطات الوقود بين أرامكو وتوتال أيضا.
ووقع وزير النقل السعودي اتفاقا للمرحلة الثانية من خط قطارات الحرمين العالي السرعة مع كونسورتيوم اسباني حسبما ذكر تلفزيون الاخبارية الحكومي في حسابه على تويتر.
وقال مسؤولون سعوديون في المؤتمر ان القيمة الاجمالية للصفقات التي جرى الاعلان عنها تتجاوز 50 مليار دولار.
ووقع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح على هامش المبادرة صفقات بقيمة 50 مليار دولار في النفط والغاز والبنية التحتية متضمنة 15 مذكرة تفاهم لشركة (ارامكو) السعودية في عدة مجالات تعاونية واستراتيجية بقيمة تبلغ نحو 34 مليار دولار.


مصفاة نفط باكستانية
قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان امس إنه تم التحدث مع السعودية بشأن بناء مصفاة نفط في باكستان.
وبين خان في مشاركته في المؤتمر ان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أرسل فريقا لبحث الاستثمار السعودي في باكستان داعيا المستثمرين السعوديين للاستثمار في باكستان.
واوضح خان "اننا واجهنا عجزا ماليا كبيرا ولذلك نحن نحتاج لزيادة الصادرات كما أننا نحارب غسيل الأموال وهذه مشكلة كبيرة في المناطق النامية" مؤكدا أن "الفقر لا يسببه نقص الموارد بل الفساد هو الذي جعل بلدنا فقيرا وهو من يحطم المؤسسات ويدمر الاقتصاد".
وأعرب رئيس وزراء باكستان عن الأمل في الحصول على قروض من الدول الصديقة مشيرا الى حاجة باكستان الى الاحتفاظ باحتياطي العملة.

صندوق الاستثمار المباشر الروسي
بدوره أكد رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف، أن روسيا تعتبرالسعودية شريكاً مثالياً، وأن التحولات الاقتصادية في السعودية مهمة جداً للعالم بأسره.
ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن ديميتريف قوله - خلال كلمة ألقاها في المنتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض اليوم الثلاثاء - "إن روسيا تعتبر االسعودية شريكاً مثاليا بالنسبة لها، وليس فقط شريكاً استثماريًا ونحن معجبون جدًا ببرنامج (رؤية 2030)، مضيفا "نحن نثق في أن التحديث والتحول الذي يجري في المملكة العربية السعودية مهم للغاية للمنطقة بأسرها وللعالم بشكل عام".

استثمارات بـ 5 مليارات دولار
وكشف المدير التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديمترييف ان السعودية قد تستثمر حوالي خمسة مليارات دولار في مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 بالقطب الشمالي. وتقود شركة الطاقة الروسية نوفاتك مشروع الغاز المسال.
وكشف عن استثمارات جديدة مع السعودية تصل قيمتها إلى مليار دولار يتم التحضير للإعلان عنها في عشرة قطاعات اقتصادية.
وقال ديمترييف في مشاركته في (مبادرة مستقبل الاستثمار) ان خطة تحويل الاقتصاد السعودي مهمة للعالم ،لافتا الى أن السعودية شريك مهم وأن الشراكات بين صناديق الثروة السيادية "فرصة عظيمة".
وتباشر السعودية سلسلة إصلاحات اقتصادية تستهدف تنويع موارد اقتصاد المملكة بدلا من الاعتماد على النفط.
واضاف إن السعودية وروسيا تدرسان حاليا أكثر من 10 مشاريع مشتركة جديدة تتركز في خدمات حقول النفط والمصافي والنقل الجوي والبحري والخدمات اللوجستية للسكك الحديدية وقطاع تكنولوجيا المعلومات بقيمة إجمالية تفوق مليار دولار.
ولفت إلى أن قيمة التجارة البينية نمت بنسبة 50 بالمئة في النصف الأول من العام الجاري 2018 .
وأكد ديمترييف "ان صندوق الاستثمار الروسي المباشر التزم في آخر ست سنوات باستثمار أكثر من 25 مليار دولار مع الشركاء والمصارف حيث اجتذب أكثر من 40 مليار دولار من رؤوس الأموال الأجنبية للاقتصاد الروسي من خلال شراكات استراتيجية طويلة الأجل ونعتقد بأن الاستثمارات المباشرة في روسيا آخذة في التزايد".

زيادة انتاج المملكة النفطي
قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح امس إنه لا يستبعد زيادة إنتاج المملكة من النفط في المستقبل من مليون الى مليوني برميل يوميا عن المستويات الحالية.
واضاف الفالح في مشاركته في (مبادرة مستقبل الاستثمار) أن المملكة تمر بمرحلة تحول كبير لم يسبق له مثيل "وسنستمر برحلتنا إلى المستقبل مع شركائنا الستراتيجيين".
وأضاف "أن الحضور الكثيف لقادة دوليين في مجال النفط والغاز اليوم ما هو إلا دليل على الثقة الكبيرة في مكانة المملكة".
وأعرب الفالح عن أمله في توقيع اتفاق في ديسمبر بين تحالف (أوبك بلس) من أجل تعاون أطول في مراقبة السوق وتحقيق الاستقرار بها .
كما لفت الى مراقبة سوق النفط مبينا في الوقت نفسه وجود أوجه عدم تيقن في العرض والطلب ما يستلزم تقييد المعروض النفطي في العام القادم إذا اقتضت الحاجة.
وقال الفالح إن مجال الطاقة شهد استثمارا مفرطا في بداية العقد الحالي ما أدى إلى حدوث اختلال أوجب تدخل السعودية وروسيا والتعاون فيما بينهما لافتا الى نجاحهما في استعادة الثقة بما سيكون عليه مستقبل الصناعة النفطية.
على صعيد متصل أشار الوزير السعودي الى ضخ الولايات المتحدة استمارات هائلة في إنتاج النفط الصخري مشددا في هذا الصدد على ضرورة وجود منتجين يعملون للحيلولة دون تذبذب أسعار النفط الذي يهدد الأسواق.
وأكد أن النفط والغاز سيستمران في شغل ثلثي مزيج الطاقة خلال أربعة أو خمسة عقود قادمة.
وقال الفالح علينا أن نواصل مراقبة السوق في الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة.وسنحدد ما اذا كان هناك أي تعطل في الامدادات خصوصا مع اقتراب العقوبات على ايران.
وصعدت أسعار النفط هذا العام بدعم من توقعات بأن العقوبات ستضغط على الامدادات بسبب انخفاض الشحنات من ايران ثالث أكبر منتج في أوبك. وقال الفالح انه لا يستبعد أن يزيد انتاج النفط السعودي في المستقبل ما بين مليون ومليوني برميل يوميا عن المستويات الحالية في ظل توقع استمرار تسارع نمو الطلب على النفط. ولم يذكر الوزير اطارا زمنيا محددا لذلك.
وأضاف أنه اذا واصلت امدادات النفط ارتفاعها فستكون لدينا الالية للاجتماع مجددا.

أرامكو: ملتزمون بالاكتتاب العام
أكد المدير التنفيذي لأرامكو السعودية أمين الناصر امس الثلاثاء التزام المملكة بالاكتتاب العام للشركة ، أكبر شركة لتصدير النفط في العالم، إلا أنه رفض تحديد موعد الطرح مكتفيا بالقول "التفاصيل ستعلن لاحقاً".
و قال الناصر إن أي أزمة اقتصادية قد لا تتأثر بها أرامكو كون إنتاجها وإمكانياتها معروفة، موضحًا أن كل النجاحات التي حققتها الشركة كانت بفضل التقنية التي تمتلكها وليس فقط بسبب حجم الموارد النفطية، مضيفًا: "نحن في الصدارة العالمية في صناعة البتروكيماويات والقادم أكبر".