الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

السفارة البريطانية تمسح بيئتنا البحرية.. ومؤسساتنا العلمية تتدثر بالحرير

Time
الأحد 23 يوليو 2023
View
14
السياسة
حسن علي كرم

السفارة البريطانية تنذر بخطر تلوث أسماك الكويت بمخلفات البلاستيك، وان خطر الملوثات لا يضر الاسماك، انما يطول الخطر البشر ومتناولي الاطعمة البحرية.
هذا نشرته الملحقية البيئية في السفارة البريطانية مشكورة، وهذا ما جعل السفارة مشكورة ايضاً أن تنشره لتنذر سكان الكويت من المخاطر الصحية المتوقعة جراء تناول اسماك ملوثة.
السفارة لا تتآمر على الكويت، ولا هي بحاجة لاثارة القلق والجزع والزوبعة، في بلد تكفيها مشكلاتها التي بحجم مشكلات الصين عشرات المرات.
اقول واكرر مشكورة يا الملحقية البيئية التابعة للسفارة البريطانية المبجلة، واوجه ذلك الى حكومتنا الرشيدة المهددة بالاستقالة جراء استقالة اثنين من و زرائها، والثالث في الطريق، والى مؤسستنا البيئية ومؤسساتنا العلمية، وجامعاتنا الوطنية والجامعات الاهلية التي تغرف من خزينة الدولة الكويتية ملايين الدنانير كل عام، في مقابل تعليم هزيل ومنح شهادات لخريجيها مؤهلين للوظيفة في السلك الحكومي فقط.
وكأن شروط ترخيصها تقوم على اساس تخريج طلبة كل مؤهلاتهم تؤهلهم للوظائف الحكومية (كاتب ارشيف)، اما البحث العلمي وابتكار جهاز، او اقله ابتكار دمية او لعبة للاطفال مش مسؤوليتهم، لانهم لم يأتوا الى هنا لخدمة المجتمع وتطوير قدرات شبابه!
ان الجامعات الاجنبية التي تزيد اعدادها عن العدد الحقيقي المطلوب، لا بد ان تعيد الدولة النظر في وجودها، وان تكون جامعات تخدم المجتمع وتؤهل خريجيها لخدمة الكويت، في الحاضر والمستقبل.
في البلاد هناك معهـد الكـويت للابحـاث العلمية، والذي تأسس منذ نحو نصف قرن، وهناك مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وكل مهمة هاتين المؤسستين استنزاف الاموال ودفـع رواتـب خيـاليـة لكــوادرهـما مـن فئــة "اللي عـروقهـم في الماي" او وافدين، لا يدخلهما، ولا يضع قدميه الا من غسل قدماه بماء معطر، وبشروط محددة لاهل الذوات وابناء النخبة، واما زبدة حصيلة المؤسستين، زراعة سمك البلطي والشعوم والنخلة النجيلية.
في الحقيقة عندما يستقيل وزير التربية، في ظل اضطهاد برلماني، فهو لم يرتكب اثماً ولم يهرب من واجب وطني، انما وجد نفسه غارقاً في تعذيب الضمير، فهو من جانب مسؤول عن اقدس مهنة وانبل واجب، العلم والتعليم و الابتكار، والثورة العلمية التي اشغلت العالم الا "هذي الكويت"، والبيئة احدى ثمار البحث العلمي ومن يمشي في انحاء البلاد يكفيه ليرى جهود اهل البيئة التي نسمع عنهم ولكن لا نرى انتاجهم.
ينبهني صديق ويلح عليَّ مرارا تجاوز اعتداءاتهم على البيئة وغياب المراقبين، فهل بعد هذا نتوخى منهم ان ينزلوا البحر ويفحصوا حجم التلوث بانواع مختلفة من مخلفات البواخر ورمي مخلفات مصانع، والبقع النفطية السوداء والديزل، وكلها اضرار وسموم تساعد على تدمير البيئة والبشر.
ان اسماكنا ملوثة بالبلاستيك، هذا ما اكتشفته مشكورة سفارة بريطانيا العظمى المبجلة، وهذا ما ينبئ عن خيبة املنا في مؤسستنا التي نسميها زوراً وتجاوزاً العلمية، واتساءل: هذا ما انجزته السفارة البريطانية، ماذا انتم انجزتم؟

صحافي كويتي

[email protected]
آخر الأخبار