المحلية
السفارة التركية: 15 يوليو 2016 محطة بارزة في تاريخ الجمهورية
الخميس 14 يوليو 2022
5
السياسة
أكدت سفارة جمهورية تركيا لدى الكويت أن 15 يوليو 2016 يعد يوما تاريخيا ومحطة بارزة في تاريخ الديمقراطية التركية، مشيرة إلى أن أحداثا قليلة يمكن أن تؤثر على تاريخ ومسار أمة، مثل محاولة انقلاب 15 يوليو، ففي ذلك اليوم، وبأمر مباشر من فتح الله غولن "العقل المدبر للإرهاب"، حاول فصيل سري داخل الجيش التركي الإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. وذكرت السفارة في بيان لها بهذه المناسبة أنه قبل الخوض بأسباب محاولة الانقلاب، يجب فهم الهيكل الإرهابي الذي وقف وراءها، والأحداث التي سبقتها.وأوضحت أنه على مدى عقود وتحت ستار "حميد" تدثر بحركة التعليم، حاولت منظمة غولن الإرهابية "FETÖ" التسلل إلى البيروقراطية التركية العسكرية والمدنية باستخدام كل الوسائل المتاحة، وأعطى غولن الضوء الأخضر لأتباعه المختبئين داخل البيروقراطية للجوء إلى كل وسيلة ممكنة لتحصين مواقعهم في المؤسسات العامة باستخدام أساليب غير مشروعة.وبينت أن العملاء السريين المرتبطين بـ"FETO" عملوا من خلال الرتب في الجيش والقضاء والمؤسسات الهامة الأخرى، وغشوا في امتحانات القبول بالجامعات والمدارس العسكرية وأكاديمية الشرطة، واعتقلوا واضطهدوا شخصيات معارضة لهم، وتنصتوا وابتزوا خصومهم، وسرّبوا وثائق سرية للدولة، وتآمروا ضد مسؤولين حكوميين.وأشارت إلى أن الـ15 من يوليو كان خطوة أخيرة يائسة قاموا بها للحفاظ على سيطرتهم والاستحواذ على الدولة، فأظهرت محاولة الانقلاب المسلح تصميم المنظمة على استخدام الإرهاب بلا هوادة.ولفتت إلى المنظمة حاولت الانقلاب بطريقة أشبه بغزو واسع النطاق، أكثر من كونه انقلابًا عسكريًا تقليديًا، وأضاف استخدام الإرهابيين في جيشنا لهذا الأمر مسحة شريرة لمحاولة الغزو، وأسقطت طائرات مقاتلة تركية قنابل على برلمانها خلال جلسة استثنائية، وداهمت استوديوهات القنوات التلفزيونية، وحاولت اغتيال الرئيس أردوغان. وأضافت: تلك كانت أكثر محاولة انقلابية دموية شهدتها تركيا على الإطلاق، حيث فقد 251 شخصًا حياتهم دفاعًا عن بلادهم، إضافة 2500 جريح، معظمهم من المدنيين العزل.وأشارت إلى أن السمة الثانية لمحاولة الانقلاب كانت المقاومة الشعبية الشديدة، والتصميم القوي للرئيس أردوغان على عدم الاستسلام لمطالب المنظمة الإرهابية، بالاعتماد على تجربة الانقلابات السابقة، وكان الانقلابيون "واثقين" من أن المواطنين الأتراك سيعودون إلى بيوتهم بمجرد رؤية الدبابات في الشوارع، وأن الرئيس أردوغان إما سيستسلم أو يفر، وأثبتت تلك الافتراضات أنها كانت سوء تقدير.ولفتت إلى أن مقاومة الشعب البطولية أضحت مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم، علما أن الخطر لم يكن فقط على الديمقراطية التركية، فقد سعى مدبرو الانقلاب إلى تغيير المسار المستقل لسياسة البلاد الخارجية، مبينة أن نضال الأتراك ضد الانقلاب كان مفتاحًا لاستقلال الأمة، وهذا هو السبب في أن كثيرا منهم ينظرون إلى هذا النضال باعتباره حرب الاستقلال الثانية للأمة.ورأت أن هذا اليوم كان أيضا: نقطة تحول مفصلية في تاريخ تركيا السياسي ومستقبلها في العديد من الجوانب، على الرغم من أن الهدف الرئيسي لمحاولة الانقلاب كان القضاء على الديمقراطية والاستقلال، فقد كان لها عواقب معاكسة تمامًا، فكانت ليلة "من أكثر الليالي ظلامًا في التاريخ التركي، لكن ذلك الظلام بدده فجر من أنصعها ضياء".واضافت "خرجنا أقوى وأكثر حرية واستقلالية"، لافتة الى ان تركيا قامت بتطهير بيروقراطيتها من العناصر الإرهابية.