الأحد 22 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

السفير الألماني لـ"السياسة": الكويت واجهت "كورونا" باحترافية

Time
الاثنين 16 مارس 2020
View
5
السياسة
الوباء يحتم التعاون الدولي وألمانيا تتخذ إجراءات صحيحة وصارمة لمواجهته

الكويت تستحق التقدير والشكر لاستمرارها في حل الأزمة الخليجية رغم الصعوبات

تقديم طلب "الشنغن" للكويتيين قبل السفر
بـ 6 أشهر وإعفاء الجوازات الديبلوماسية والخاصة




حوار - شوقي محمود:

رغم تداعيات الاجراءات الوقائية من فيروس "كورونا"، حرص السفير الألماني لدى البلاد ستيفان موبس على الوفاء بوعده الثلاثاء الماضي والتقى "السياسة" في أول لقاء خاص مع صحيفة محلية منذ وصوله في شهر يوليو الماضي، مع اجراء فحص لدرجة الحرارة قبل الدخول الى مقر السفارة، مشيداً بطريقة تعامل الكويت في مكافحة هذا الفيروس حسب تعليمات منظمة الصحة العالمية. وقد أشار الى تنفيذ المانيا ايضاً للإجراءات الصحيحة، حيث لابد من التعاون على الصعيد الدولي لمواجهة هذا الوباء.
وأكد موبس امتنانه العظيم لجلوسه عند تقديم أوراق اعتماده امام رجل حكيم مثل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي يجسد مدرسة في مهنته الديبلوماسية التي مارسها على مر السنين الطويلة الماضية، مشيراً إلى أن الكويت ليس مثلها دولة اخرى في فهمها العميق للوساطة واتزان سياستها الخارجية، لافتاً إلى أن الكويت تستحق الشكر والتقدير على استمرار وساطتها لحل الأزمة الخليجية رغم الصعوبات.
وفيما أوضح ان محادثاته مع كبار المسؤولين هو اثراء له، أكد سعيه لتوفيق التعاون بين البلدين حيث ان توطيد علاقاتهما أمر جوهري للحكومة الألمانية وفي دورها داخل الاتحاد الأوروبي.
وأعرب موبس عن السرور لارتفاع حجم الاستثمارات الكويتية الخاصة والحكومية في ألمانيا الى حوالي 30 مليار يورو وبالتالي ثقة الكويت الكبيرة بألمانيا وشركاتها وأنه سيواصل بذل كل ما في وسعه لزيادة هذا الاستثمار طويل الأمد.
وعن تقييمه للتواجد الالماني في الكويت قال السفير موبس "أحيي هذا التواجد سواء كان على صعيد الشركات أو المؤسسات الثقافية والعلمية أو المنظمات الالمانية غير الحكومية في المجال الانساني".
وحول دور ألمانيا التي تتسلم رئاسة الأتحاد الأوروبي في يوليو المقبل بالنسبة لملف الكويت لاعفاء رعاياها من تأشيرة "الشنغن"، أوضح أنه يتم الدفع مع مكتب المفوضية الأوروبية في الكويت بجميع المواضيع نحو الأمام في إطار المسؤولية المشتركة، مشيراً إلى أنه من أول فبراير الماضي يمكن للكويتيين تقديم طلب التأشيرة قبل 6 شهور من السفر. وفي ما يلي التفاصيل:
قبل دخولنا الى مقر السفارة تم اجراء فحص درجة الحرارة في اطار الوقاية من "كورونا"،كيف ترى اجراءات الكويت وكذلك المانيا في مواجهة هذا الفيروس؟
في البداية، احيي طريقة تعامل الكويت في مكافحة هذا الوباء حسب تعليمات منظمة الصحة العالمية، وهذا ليس بغريب على الكويت كمركز عمل انساني، وسمو أمير البلاد أمير الانسانية الشيخ صباح الأحمد الذي نرى أن سموه يولي اهتمامه الشخصي الكبير للوضع الحالي المتعلق بفيروس "كورونا" من خلال العمل الدؤوب للحكومة الكويتية.
ويبقي التعاون على الصعيد العالمي من المسائل المهمة في مواجهة "كورونا" وتقوم المانيا بتنفيذ الاجراءات الصحيحة في هذا الأمر، مع العلم أن اوروبا تتبع اجراءات عزل صارمة وصعبة، حيث إنه لا يمكن ان ننجح في مكافحة هذا الفيروس الا اذا تعاونا جميعا.
ويقوم الاتحاد الاوروبي على سبيل المثال بمجموعة من الاجراءات الاحترازية مثل السؤال المسافر عن تاريخ سفره واجراءات الحظر.

انطباع
ما انطباعكم عن لقاء سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عند تقديم اوراق الاعتماد؟
كنت ممتنا امتنانا عظيما لجلوسي أمام رجل حكيم مثل حضرة صاحب السمو الذي يجسد مدرسة في الدبلوماسية التي مارسها على مر السنين الطويلة الماضية، والكويت ليس مثلها دولة أخرى في فهمها العميق في الوساطة بين جميع المصالح و تتميز سياستها الخارجية بالسياسة المتزنة.
ما توجهات القيادة الألمانية لكم قبل حضوركم إلى الكويت؟
أتمنى وأرجو من خلال عملي كسفير مع طاقم السفارة في السنوات المقبلة أن تحددوا أنتم من خلالها المهمة الموكلة لنا داخل السفارة الألمانية، أريد أن أؤكد لكم أن توطيد العلاقات الثنائية المتميزة بين الكويت وألمانيا أمر جوهري للحكومة الألمانية في دورها داخل الاتحاد الأوروبي وهي أهم مهام السفير الألماني والسفراء داخل الكويت.

العلاقات
ما الموضوعات التي طرحت في اللقاء مع نائب وزير الخارجية خالد الجار الله الاسبوع الماضي؟
من البديهي أن لا أنقل مضمون المحادثات الداخلية التي أجريها مع الحكومة الكويتية، غير أنني يمكن أن أؤكد أن هذه المحادثات مع ممثلي الحكومة الكويتية رفيعي المستوى إثراء بالنسبة لي، وأنا ممتن لطيب العلاقة الثنائية مع حكومة الكويت وإلى التعاون الممتاز مع الكويت في عملنا داخل مجلس الأمن في الأمم المتحدة وسأبذل كل ما بوسعي من أجل توثيق هذا التعاون .
هل من خطة لتطوير العلاقات بين البلدين خصوصاً في القطاعين التجاري والاقتصادي لاسيما أنكم تمتعون بخبرة كبيرة فيهما؟
سيكون عملي في هذا المجال على نحو دعم الشركات الألمانية المتواجدة مسبقا في الكويت لتقوية العلاقة القائمة والنامية مع الحكومة الكويتية وغرفة التجارة الكويتية. كما يسعدني أيضا تقديم المساعدة للشركات الألمانية التي ترغب في ممارسة عملها التجاري داخل الكويت، وجميع هذه المهام سأقوم بتنفيذها يدا بيد مع ممثلة غرفة التجارة والصناعة الألمانية في الكويت ورئيسة مجلس رجال الأعمال الألماني في الكويت ماريون شهاب.
هل توجد زيارات لكبار المسؤولين في البلدين قريباً؟
نتمنى وصول وفد اقتصادي ألماني في العام الحالي، ولكن بالتأكيد بعد انتهاء أزمة "كورونا" ونحن نشكر مشاركة الوفد الكويتي رفيع المستوى برئاسة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد في مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير الماضي والتي سبقها مشاورات مع مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا صديقي السفير وليد الخبيزي.

"الشنغن"
تترأس المانيا الاتحاد الأوروبي في الصيف المقبل، فماذا ستفعل في ملف اعفاء الكويتيين من تأشيرة "الشنغن"؟
أنه لأمر طيب أن تستلم ألمانيا دوراً قيادياً في الإتحاد الأوروبي ابتداء من الأول من يوليو 2020، فنحن هنا في الكويت مع مكتب المفوضية الأوربية الذي تم افتتاحه في خريف 2019 نسعى أن ندفع بجميع المواضيع الهامة نحو الأمام في إطار مسؤوليتنا المشتركة.
كما يسعدني إعلامكم عن التسهيلات التي قدمت للمواطنين الكويتيين اعتباراً من الأول من فبراير الماضي للحصول على تأشيرة "الشنغن" حيث يمكن تقديم الطلب قبل ستة شهور من موعد السفر وإعفاء الديبلوماسيين وحاملي الجوازات الخاصة من التأشيرة والذي تم العمل فيه منذ فترة طويلة.

استثمارات
ما حجم الاستثمارات الكويتية في ألمانيا؟ وهل من عقبات أمام عمل الشركات الالمانية في الكويت؟
تبلغ حجم الاستثمارات الكويتية الخاصة والعامة في ألمانيا نحو30 مليار يورو وهذا الحجم المرتفع جداً يبعث على السرور ويعبر عن ثقة الكويت الكبيرة بألمانيا وبالشركات ذات الحجم المتوسط فيها وسأبذل كل ما بوسعي لرفع هذا الاستثمار طويل الأمد.
ومن وجهة نظر الشركات هناك في كل دولة بعض المصاعب لشركاتهم, وهذه الشكوى تقدمها الشركات الألمانية في ألمانيا أيضا، لأنها تريد أن تتجاوز المصاعب في الإطار القانوني كي تكون ناجحة إقتصادياً، وهنا في السفارة مع طاقم العمل لدينا وممثلة غرفة التجارة والصناعة الألمانية في الكويت ورئيسة مجلس رجال الأعمال الألماني في الكويت ماريون شهاب نقوم بتقديم المساعدة حين الحاجة، نحن واثقون من دعم الحكومة الكويتية وغرفة التجارة الكويتية للشركات الألمانية.

التعاون التعليمي والعسكري
هل من جديد في اتفاقية افتتاح مكتب الوكالة الدولية الالمانية في الكويت؟
أحيي توسيع التواجد الألماني في الكويت سواء كان على صعيد الشركات الألمانية أو على صعيد المؤسسات الثقافية والعلمية أو المنظمات الألمانية غير الحكومية في المجال الإنساني والتي تساهم في توسيع التعاون في إتجاهات عدة، وهذا ما سيقوم به مكتب الوكالة الدولية الالمانية حين تتوفر الشروط القانونية.
ماذا عن التعاون العسكري وشراء عربات الاستشعار المدرعة "فوكس"؟ وهل تم إيفاد ضباط من الجيش الكويتي للتدريب عليها؟ وكم عدد القوات الألمانية في الكويت في إطار التعاون لمكافحة الإرهاب؟
ومن الصعب بمكان أن نتحدث عن تفاصيل التعاون العسكري وعدد الجنود المبتعثين، مع العلم أن ألمانيا عضو نشيط في الناتو، وأرحب بمساهمة الناتو وإهتمام الكويت في هذا النوع من التعاون, كما أشكر الكويت على إعطاء مبادرة اسطنبول للتعاون مكاناً مميزاً في الكويت ودعمها بشكل مميز، وهذا يمكن قراءته وبشكل واضح في زيارة الأمين العام لحلف الناتو في ديسمبر الماضي، كما يوجد بطبيعة الحال علاقة على مستوى ضيق للملحق الألماني العسكري مع الهيئات العسكرية في الكويت.
ما مدى الاهتمام بنشر التعليم الالماني في الكويت؟
نتمنى أن ينجح تنفيذ مخطط افتتاح جامعة ميونخ التقنية مع الشريك الكويتي، كما نبدي سعادتنا على مستوى التعليم المدرسي حيث يتواجد منذ فترة طويلة مدارس شريكة (PASCH) ومدارس أخرى تدرس مادة ألمانية والتي تقوم بدورها في نقل الثقافة الألمانية على المدى الطويل.

الأزمة الخليجية
كيف ترون مسار الازمة الخليجية والوساطة الكويتية والموقف الألماني منها؟
قمت مرات عدة بتوجيه الشكر العظيم والتقدير للحكومة الكويتية لعملها الدؤوب في الوساطة في مثل هذه المسائل الصعبة، وهناك بعض الأمور لا تظهر للعيان وبعض
الخطوات تبدو وكأنها صغيرة وصعبة جداً، وأشكر سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد شخصياً وأشكر كذلك جميع أفراد الحكومة الكويتية على مساعيهم الحميدة الذين لم يفقدوا الأمل في الوساطة، ولا يمكن ان تفلح الجهود الديبلوماسية الا بهذه الطريقة.



تعاون مثمر مع وزارة الخارجية وإجابة ديبلوماسية عن "الدفاع"

اثنى السفير الألماني لدى الكويت ستيفان موبس على نتائج اجتماعاته مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وعلى رأسهم وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد، مجددا التهنئة له بتوليه منصبه، مشيراً إلى أن السفير الالماني السابق كارلفريد بيرغنر ابلغه باجتماعاته مع الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله والمحادثات العميقة بين البلدين في مختلف القضايا وتعزيز العلاقات.
وبديبلوماسية وهدوء ايضا اجاب موبس على اسئلة عدة ولكنه رفض الكشف عن طبيعة محادثاته مع وزارة الخارجية في ظل الظروف الحالية وكذلك عدم الخوض في التعاون العسكري بين البلدين.
ولفت موبس إلى اهتمامه بتوطيد التعاون في مختلف المجالات وخصوصاً الاقتصادية والتجارية وتذليل الصعوبات امام الشركات والسعي لزيادة حجم التبادل التجاري فضلاً عن التنسيق والتشاور في المحافل الدولية، مشيراً الى التعاون الممتاز بين البلدين داخل مجلس الأمن.
وفيما ابدى موبس اعجابه بما طرحته "السياسة" من اسئلة شاملة كل الموضوعات حسب قوله، وجهت السياسة الشكر والتقدير الى فريق عمل السفير وخصوصا المسؤولة الاعلامية زينة النصير على جهودها لاتمام هذا اللقاء.


السفير الالماني ستيفان موبس متحدثاً إلى الزميل شوقي محمود بحضور زينة النصير
آخر الأخبار