كتبت - ايناس عوض:اعتبر السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل اغيلار، أن الأدب "وسيلة فعالة لتحقيق التقارب بين الشعوب، وهو لغة الروح التي تترجم أسمى المعاني الإنسانية الثابتة في كل مكان وزمان".وأضاف السفير اغيلار، في جلسة نقاشية نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، أول من أمس، بالتعاون مع السفارة الاسبانية في الكويت تحت عنوان "المرأة والأدب": نحتفل في شهر ديسمبر الجاري بذكرى مرور 60 عاماً على تدشين العلاقات الديبلوماسية بين اسبانيا والكويت، مثمناً جهود فريق العمل بالسفارة للتنسيق والاعداد لفعاليات وأنشطة مشتركة، تهدف الى تعزيز التواصل بين البلدين، لافتاً الى أن الكاتبتين الاسبانيتين اللتين تشاركان في الأمسية، مارغريتا ليوز وناتاليا سيريزو، تعبران عن منهج وفكر جديد في الأدب الاسباني يعتمد الواقعية أسلوبا، ويعد حالة منهجية خاصة انفردت بها المرأة في الثقافة الإسبانية.وتناولت الحلقة النقاشية عدداً من الأسئلة التي طرحتها عريفة الأمسية شريفة الخميس، حول علاقة المرأة بالأدب، وأوجه التشابه والاختلاف بين الادب في المنطقة العربية ونظيره في أوروبا عموماً، وما يتعلق منه بالمرأة خصوصاً، إضافة الى عرض تجربة الكاتبات المشاركات من البلدين، والأسباب التي دفعتهن لاحتراف الكتابة، والتحديات التي واجهتهن.وقالت الكاتبة والشاعرة الكويتية ندى الفارس: في 2003، أي بعمر السابعة عشرة، تملكتني رغبة بأن أصبح كاتبة محترفة، لانني لاحظت في وقتها ان الكتاب الجيدين لايعكسون الحقيقة بل يغيرونها، واتخذت قرارا بالالتحاق بكلية الآداب لامتلاك ادوات المعرفة واللغة التي تساعدني على تحقيق حلمي، مشيرة الى اعتمادها مبدأ الكتابة من أجل التغيير للافضل، وهو ماوظفته لمعالجة القضايا الناشئة في المجتمع الكويتي المتعدد الطبقات.وشددت الفارس على استغلالها الكتابة لمعالجة وسد الفجوة التي أنشأتها العنصرية وكراهية الأجانب عن طريق استهداف شريحة مختلفة من الجماهير - المواطنين، والوافدين، وطلاب المدارس الحكومية والخاصة، والأطفال، والبالغين، وما إلى ذلك – من خلال وسائل مختلفة، مشيرة الى أبرز اعمالها ككاتبة انكليزي - كويتي، Before Young Adult Fiction، وهي مجموعة من القصص والقصائد والمقالات التي تعكس مجتمعها وساعدتها في تشكيل أسلوبها الكتابي. بدورها تحدثت الروائية الاسبانية ناتاليا سيريزو عن احترافها للكتابة ودور جدتها في ذلك، وكيف علمتها التفرقة بين الأدب الجيد ونقيضه السيئ، مؤكدة ان الأدب يخلق بوابة فعالة للتواصل مع الثقافة المجتمعية الخاصة والمجتمعات المحيطة، مشيرة الى تميز المرأة في الأدب الاسباني في التعبير عن المشاعر الانسانية العميقة.من جهتها أكدت الشاعرة والقاصة الاسبانية مارغريتا ليوز، على الخصوصية في الكتابة عن المشاعر الانسانية بالنسبة للمرأة الكاتبة، وقدرتها على التعبير عن العديد منها بصورة أفضل من الكتاب الرجال، خصوصا ما يرتبط بطبيعتها كانثى مثل الأمومة، مشددة على ان تعبير الكاتب عن ثقافته بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة لايتطلب جهداً مع اقترانه بالموهبة الحقيقية التي تجعل تعبيراته أكثر تلقائية وواقعية. من جانبها قالت الكاتبة والقاصة جميلة سيد علي، إن الكاتب هو وليد البيئة وتفاعله معها، وهذا أمر حتمي لتنمية ابداعه ومواهبه، اضافة الى أن الادب يعطي خلفية وصورة عامة عن الثقافة في المجتمع ،مستعرضة دور الاديبات النساء في الكويت ومن أبرزهن الكاتبة ليلى العثمان، في تحرير المرأة الكويتية من القيود المجتمعية والذكورية السلبية التي تؤثر على عطائها ومكانتها.

الأديبات المشاركات في الحلقة النقاشية (تصوير- بسام أبوشنب)