حاوره - شوقي محمود:يصبو السفير الباكستاني في البلاد سيد سجاد حيدر ، إلى تعاون أوسع مع الكويت بعد إنتهاء جائحة "كورونا " في مختلف المجالات، بهدف تعويض ما نجم عهنا من تداعيات على العلاقات الثنائية لاسيما الحركة والنقل بين البلدين، كاشفاً عن وجود 1500من الكوادر الطبية الباكستانية يساهمون مع الكويت في معركتها لمواجهة الجائحة و" أن بلاده على استعداد لارسال المزيد، خصوصا أن جهود باكستان للسيطرة على الوباء حظيت بتقدير المجتمع الدولي". وفي حوار مع "السياسة"، وصف السفير حيدر التعاون الدفاعي بين الكويت وباكستان بالجيد، مستعرضاً زيارات لكبار القادة العسكريين الباكستانيين في أطارتوطيد التعاون الثنائي بالاضافة الى زيارة قامت بها سفينة عسكرية إلى الكويت ومشاركة ضباط بلاده في دورة القيادة والاركان. واشار الى الموافقة الكويتية لمنح تأشيرات دخول للباكستانيين وهو الامر الذي أنجزمع الكوادر الطبية وعائلاتهم الذين قدموا إلى البلاد، اضافة الى فئات أخرى تم الاتفاق عليها مع السلطات الكويتية. وأكد السفير على أن المساعي جارية لدخول الكويت كشريك في التنمية بالمناطق الاقتصادية الباكستانية مع وجود أنشطة استثمارية متنوعة ومجدية للمستثمر الكويتي في اطار الجهود التي تقوم بها بلاده لجذب المستثمرين ورؤوس الأموال. ورأى السفير حيدر ان باكستان وقعت ضحية لعملية السلام الافغانية برمتها بالرغم من دورها في المفاوضات، مؤكدا أن بلاده ستتأثر باستمرار النزاع وساهمت حتى الان في اجلاء 10 الاف افغاني ودبلوماسي ، فضلاً عن استضافتها لـ 4 ملايين لاجئ ، داعيا الى التعويل على بلاده في أستقرار افغانستان وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* مستعدون لإرسال المزيد من الكوادر الطبية المُتخصصة في الجائحة إلى الكويت* التعاون الدفاعي بين البلدين جيد وضباطنا مشاركون في دورة القيادة والأركان* منح التأشيرات لأسر الأطباء ورجال الأعمال والأقارب من الدرجة الأولى* نتطلع لدخول الكويت كشريك في التنمية والاستثمار بالمناطق الاقتصادية
السفير حيدر متحدثاً للزميل شوقي محمود (تصوير: بسام أبو شنب)
كيف ترون العلاقات بين البلدين بعد "كورونا"؟على الرغم من التحديات التي تمثلها جائحة ( COVID-19) ، الا انه أتاح فرصة لباكستان لتعزيز علاقاتها الثنائية مع الكويت. حيث يمثل وصول الكوادر الطبية الباكستانية إلى الكويت مسارًا إيجابيًا لهذه العلاقات وانضم حتى الان حوالي 1500 من الكوادر الطبية الى وزارة الصحة. أضافة الى احتفاظ باكستان بمخزون الأطعمة الحلال التي يتم توريدها إلي الكويت، بينما يتم استكشاف سبل أخرى للتعاون.كيف ترون اعادة فتح الطيران المباشر بين البلدين على حركة السفر والتعاون وعودة العمالة الباكستانية إلى الكويت؟تسبب توقف الرحلات الجوية في خلق حالة من القلق والترقب بين المقيمين الباكستانيين الذين يسعون إلى السفر إلي الكويت، حيث يتعين على الأشخاص الذين يسافرون في حالات الطوارئ عبر دول الترانزيت دفع تكلفة إضافية لتذاكر الطيران، وإعادة فتح الطيران المباشر بين البلدين مؤشر جيد وبادرة طيبة، سيتمكن من خلالها العديد من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في باكستان من الانضمام إلى عائلاتهم ومزوالة أعمالهم من جديد، كما سيؤدي ذلك إلى إنتعاش و زيادة تحسن سوق العمل في الكويت وسيكون مفيدًا أيضا للعلاقات التجارية بين البلدين. كوادر طبية هل من كوادر طبية باكستانية اضافية قادمة للكويت في مواجهة جائحة كورونا؟تتجاوز الصداقة الكويتية الباكستانية العلاقات الثنائية والسياسية، فالبلدين تربطها أواصر المحبة والأخوة التي تعزز على مدار السنوات، وقد تسببت جائحة" كورونا" بحدوث فوضى كبيرة في جميع أنحاء العالم ولم تكن الكويت استثناء.وبناءً على طلب القيادة الكويتية، أستجابت باكستان بتوفير عدد كافٍ من المهنيين الصحيين المدربين تدريباً جيداً، وأنضم حوالي 1500 متخصص في المجال الطبي إلى وزارة الصحة حتى الان ، ومن المتوقع وصول المزيد في المستقبل.التعاون العسكريوماذا عن التعاون العسكري بين البلدين؟هناك تعاون دفاعي جيد بين البلدين والباكستان قدمت دعما للكويت أثناء الاحتلال العراقي الغاشم ،وساهمت وحدة من الجيش الباكستاني في عمليات إزالة الألغام في جزيرة بوبيان الستراتيجية، وأستشهد تسعة جنود باكستانيين خلال هذه العمليات. وجرت زيارات عسكرية رفيعة المستوى في الآونة الأخيرة، حيث قام رئيس الأركان العامة للجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا، بزيارة الكويت في فبراير 2020، وتم مناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال الدفاع مع كبار المسؤولين الكويتيين. كما زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية اللواء زبير محمود حياة الكويت في أبريل 2019. بالإضافة الى زيارة قائد البحرية الباكستانية للكويت في مارس 2018، وزيارة قائد القوات الجوية الباكستانية في أغسطس 2016.وفي نفس السياق، زارت سفينة البحرية الباكستانية "سيف" الكويت في الفترة من 22 إلى 26 يونيو 2021 كجزء من خطة الإنتشار لدوريات الأمن البحري الإقليمية ،ويلتحق ضباط من قوات الدفاع الباكستانية كل عام بدورة القيادة والأركان المشتركة لدى كلية مبارك العبد الله للقيادة والأركان المشتركة بالكويت، وحصل الرائد أرسلان ظفر على المركز الأول بين الطلاب الأجانب في الدورة الخامسة والعشرين للقيادة والأركان المشتركة خلال الفترة من (2020-2021 ). وخلال الشهر المقبل، سيصل ضابطين من قوات الدفاع الباكستانية لحضور الدورة. التأشيراتما الجديد فيما يخص التأشيرات العائلية والتجارية للباكستانيين؟سمحت وزارة الداخلية الكويتية بمنح التأشيرة لأقارب الدرجة الأولى (أفراد الأسرة المباشرين) للمواطنين الباكستانيين المقيمين في الكويت، بشرط استيفاء الشروط، كما سيتم منح تأشيرة لأفراد الأسرة المباشرين للأطباء المعينين حديثًا الذين انضموا إلى وزارة الصحة، وسيسمح كذلك لرجال الأعمال الباكستانيين المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي بدخول الكويت ، وسيمنح رجال الأعمال الباكستانيين (المقيمين في باكستان) بناءً على توصيات من غرفة التجارة والصناعة الباكستانية تأشيرة كباقي الجنسيات الخاضعة للتطعيم الخاص بجائحة COVID-19.الاستثماراتتهتم باكستان بجذب الاستثمارات الأجنبية، ماهي عوامل الفرص والضمانات التي ستقدم للمستثمرين الكويتيين ؟تتمتع باكستان بموقع استراتيجي لتصبح الممر الأول للتجارة والطاقة والنقل في آسيا ،كما أنها بوابة إلى دول آسيا الوسطى الغنية بالطاقة، ودول الخليج ذات الملائة المالية الكبيرة ، ونمور الشرق الأقصى في اسيا المتقدمة اقتصادياً.وتوفر باكستان أضافة الى مواردها البشرية الحوافز المحدثة في جميع قطاعات الدولة للمستثمرين الأجانب والمحليين ، كما أنها على استعداد لأتخاذ خطوات سريعة في الجانب الاقتصادي. وحولت باكستان أخيرا تركيزها الستراتيجية الى الجانب الإقتصادي ، وتتطلع إلى دخول الكويت كشريك في التنمية، لا سيما مع توافر الفرص في المناطق الاقتصادية الخاصة في الممر الاقتصادي CPEC، وأصبحت باكستان حاليا دولة صديقة للاستثمار، أذ تبنت اخيرا سياسات مجدية للمستثمرين الأجانب تشمل القطاعات ذات الأولوية للاستثمار كتصنيع الأغذية ، والخدمات اللوجستية، والمنسوجات، والسيارات، وتكنولوجيا المعلومات وغيرها. أفغانستانكيف ترى باكستان الوضع في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية؟ هل هناك مخاوف أمنية من حكم طالبان؟تعمل باكستان مع المجتمع الدولي لضمان السلام في المنطقة ووقعت باكستان ضحية لعملية السلام الأفغانية برمتها، على الرغم من دور باكستان البناء في المفاوضات، وكانت القيادة الباكستانية الحالية تقول لجميع المعنيين أنه لا يوجد حل للازمة في أفغانستان الا الحل السلمي.واستقرار أفغانستان كدولة ذات سيادة موحدة وديمقراطية ومزدهرة يصب في مصلحة باكستان ، أذ أنه من المؤكد أن استمرار الصراع وعدم الاستقرار ليس في مصلحة باكستان وسيكون للنزاع الافغاني تأثيرغير مباشر على باكستان ، ويمكن التعويل على باكستان للعب دورايجابي في مساعدة افغانستان على تحقيق الاستقرار والاعتراف الدولي. ونعمل بشكل وثيق مع دول المنطقة و أعضاء المجتمع الدولي لتحقيق سلام واستقرار دائمين في أفغانستان. لاسيما اننا دعونا المجتمع الدولي للابقاء على اتصال مع جميع الأطراف في الازمة الافغانية والاستجابة للوضع الحالي بحذر وبطريقة مدروسة، مع مراعاة الحقائق السائدة على الأرض في أفغانستان. ونعتقد أن استمرار المشاركة البناءة للمجتمع الدولي أمر حيوي لضمان نجاح الجهود الجارية لتحقيق إطار سياسي شامل، و السعي إلى استمرار التعاون في عملية الإجلاء، وكذلك معالجة أوضاع حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية في أفغانستان.ولاتزال باكستان في طليعة الدول الداعمة للجهود الرامية إلى تعزيز تسوية سياسية شاملة في أفغانستان، وتعمل عن كثب مع دول المنطقة، بما في ذلك دول مجموعة الترويكا الموسعة بشأن أفغانستان التي تشمل باكستان والصين وروسيا والولايات المتحدة. كما تقدم باكستان الدعم في عمليات الإجلاء الآمنة من أفغانستان وحتى الآن، تم إجلاء أكثر من 10000 من المواطنين وموظفي السفارات الأجنبية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية الأخرى، بالإضافة إلى العاملين في وسائل الإعلام.وبالإضافة إلى ذلك تقدم باكستان كل دعم ممكن للأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى لمعالجة الحالة الإنسانية السائدة في أفغانستان من خلال خدمة جسر جوي إنساني لتوفير الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الإمدادات الطبية الحيوية ، بأعتبار انها تستضيف 4 ملايين لاجئ أفغاني.وتأمل باكستان أن يفي المجتمع الدولي بدعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتقديم المساعدة الإنسانية للدول المضيفة للاجئين الأفغان، ومنع المفسدين من تعطيل آفاق السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان.