الاثنين 30 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

السلاح النافذ

Time
الخميس 08 يونيو 2023
View
8
السياسة
سامي العنزي

صنع الانسان ما صنع بعلومه من خير وشر، ومما صنع بعلومه؛ البندقية والمسدس والطلقات، وصنع لهم ومقابلهم المصدات، فصنع لباسا يحميه من الرصاص.
نتحدث اليوم عن السلاح الذي لا يتوقف انتاجه، وثمرة عمله مستمرة لا تتوقف، ولا يوجد لها لباس مضاد، الا الفهم والادراك... نعم لا تتوقف ان كان خيرا فخير، وان كان شرا فهو كذلك.
الكلمة... نعم الكلمة التي يطلقها الانسان احيانا من دون ان يشعر اين تنطلق واين تستقر! يتحدث بها من دون ان يوزنها، ومن غير ان يوزن نتائجها؛ ومن غير ان يعلم ما هو مفعولها في الاسرة، او الفرد، او النفوس، والمجتمعات، ولا شك ان هذه الكلمة تخرج من الانسان وفق تربيته، وفكره، وثقافته، واصول نشأته.
نعم الكلمة تأتي نتائجها، سلبا او ايجابا، وفق مضمونها، والكلمة كما قيل فيها: هي اكثر ألما من الطلق الناري، فالرصاصة من الممكن ان تقتل فردا، لكن الكلمة من الممكن ان تقتل شعبا وتنهي اوطانا بالفتن! وتكون سببا في نشر الرصاص والطلق الناري في ارجاء الاوطان والمجتمعات.
وهي في الوقت نفسه النجاة دنيا واخرة؛ يقول الانسان: "اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله"، فلذلك، يجب ان توزن الكلمة قبل اطلاقها.
ومما قيل ايضا تحذيرا من الكلمة غير الموزونة: "ابذل ما بين كفيك واحبس مابين فكيك"، نعم بخاصة في مثل هذه الايام التي سبقت الانتخابات وبعدها.
الكلمة منجاة من النار، فلا تستهين فيها ايها المتحدث بها، لذلك وجب التفكير قبل النطق بالكلمة، ووزنها اثرا وثمرا، وقد ارشدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) منبها لنا خطورة الكلمة فقال: "الرجل يقول الكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في نار جهنم سبعين خريفا".
الكلمة امانة، والقلم شاهد عليها يوم القيامة، والنية الصادقة وحدها لا تكفي يوم الندامة اذا كانت للكلمة نتائج تسيء للاخرين، وتشعل فيهم الفتن.
بادب الكلمة وتأديبها فهما وعملا ساد المسلمون الدنيا، وخاطبوا السحاب قائلين لها: "امطري اين ما تشائين فخراجك يأتيني".
لنتق الله ونتواضع احبتي؛ وننظر الى ناس نظرة انسانية لا عنصرية وشيطانية، ونتكلم في ما يسعد الجميع ما استطعنا بروح التفاؤل، وحسن الظن، والابتعاد عن تصيد الزلات والخطأ.
وان نتكلم في ما نعلم من معارف مفيدة، ونتكلم في ما نحب لانفسنا نقدمه لاخواننا وان خالفونا؛ مصداق وفهم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه".

اعلامي كويتي
آخر الأخبار