السبت 12 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

السلام الرسمي

Time
الخميس 09 فبراير 2023
View
5
السياسة
طلال السعيد

منظر غير حضاري الذي رأيناه، وعلى الهواء مباشرة في نهائي كأس سمو ولي العهد، حفظه الله، بعد نهاية المباراة، واثناء مراسم تسليم الكأس والسلام على المقام السامي راعي الحفل.
منذ سنوات ونحن نطالب موظفي "البرتوكول"، او المراسم في الديوان الاميري بالتدخل الحاسم لتوجيه اللاعبين الى كيفية السلام على المقام السامي، او ولي العهد، بعد المباريات النهائية التي تقام تحت الرعاية السامية، ورغم ذلك تذهب مطالباتنا ادراج الرياح، ولا احد يستجيب، ولا تشعر بأن هذا الموضوع المهم جدا، والذي يعكس الوجه الحضاري للدولة محل الاهتمام، حتى وقع المحظور بعد نهائي كأس سمو ولي العهد من لاعب خرق المراسم الاميرية للتصوير "سلفي"، ولولا تدخل متأخر جدا من احد افراد المراسم لرأينا وعلى الهواء مباشرة ما هو اكبر من "السلفي".
قلنا لكم علموهم قبل المثول امام المقام السامي كيفية السلام، والالتزام بالوقار وفق ما يتطلبه الموقف، وليس في ذلك عيب، فلكل مقال مقام، ولكل سلام اصول
لا يمكن الخروج عليها، والسلام هنا لا يتعدى المصافحة باليد على بعد مسافة كافية، ولا تصل الامور الى التقبيل او طلب "السلفي"، وكأنما احدهم يسلم على صديق له.
ويجب ان يعرف اللاعبون ان وصولهم للنهائي لا يعني بأي حال من الاحوال السماح لهم بخرق المراسم الاميرية، ما لم يطلب ذلك المقام السامي بنفسه منهم كلهم او من احدهم.
في سلطنة عمان الشقيقة يتعلم الناس منذ الصغر اصول الالتزام والمحافظة على المراسم السلطانية في السلام، او الحديث مع المقام السامي، لذلك تجد الالتزام واضحا جدا حتى من دون تدخل موظفي البلاط السلطاني، عكس ما هو حاصل عندنا من فوضى بالسلام، اذ لا يعرف احدهم كيف يفرق بين السلام في الديوانية، او في مقر العمل، او بحضور المقام السامي كذلك لا ينبه على الرسميين للالتزام بلون "البشت"، وهو ما يعرف بتوحيد الزي، فما يلبس لصلاة العيد او الجمعة يختلف تماما عما يلبس للمناسبات الرسمية، ولا يراعى عندنا وقت المناسبة اذا كان ليلا اونهارا، مع الاسف، والمسؤولية هنا تقع على موظفي المراسم الذين من اهم واجباتهم التنبيه على الالتزام بتوحيد لون "البشت" على الاقل حفاظا على المظهر العام.
نشعر بالالم ونحن نتابع احداث تسليم الكأس، والسلام على المقام السامي، ونتحسر حين نرى خرق "البروتوكول" من قبل اللاعبين والاداريين، في الوقت نفسه نشعر أن هناك فوضى واضحة، والادهى والامر انها على الهواء مباشرة، بمعنى ان الناس كلها تشاهدها وتشهد على السلام الفوضوي الذي لا يلتزم باصول "السلام الرسمي"، الذي يتطلبه الموقف.
هذا الموضوع المهم لا يحتمل التأجيل او حتى التدرج في تطبيقه، سواء في المباريات او المناسبات الرسمية، حفاظا على هيبة الدولة ما لم يرفع موظفو الديوان شعارهم القديم الجديد "خلوهم يولون ما عندهم سالفة"...زين.
آخر الأخبار