إعداد – أحمد القعب: الصيام لا يرتبط فقط بالإنسان، فهناك كائنات عديدة تصوم وربما لفترات طويلة يعجز عنها الإنسان، فقد تدخل فيما يسمى بـ " البيات الشتوى " الذي تصوم فيه،ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن الحركة أيضا، وقد يتخذ الصيام أشكالا أخرى بعضها يتصف بالغرابة، في هذه الحلقات نقدم لك عزيزي القارئ غرائب الحكايات في صوم الكائنات، لكي تلمس قدرة الله في خلقه ولكي تدرك أنك لست وحدك الذي تصوم.السلحفاة تعد آية من آيات الله في الأرض، فبعمرها الذي يمكن أن يمتد إلى قرون، تستمر في تقديم دروس وآيات على عظمة الخالق من بينها قدرتها على تحديد الاتجاهات والأماكن ذاتيا، وكذلك تحملها اللامحدود لنقص الاوكسجين لأسابيع كثيرة، على عكس الطبيعة البشرية، كما أنها آية من آيات الله في قدرتها على تحمل عدم وجود الأكل والشراب لوقت يصل إلى عام كامل لبعض الأنواع.وتتميز السلحفاة بأن لها قدرة كبيرة على استغلال الطاقة، ففي مراحل الأكل تتعمد وبطبيعتها على الاسترخاء بما يمكنها من الحصول على أكبر قدر من الاستفادة من الطعام، كما أن هناك أنواعا بحرية تتغذى على قناديل البحر والرخويات بجانب آكلات العشب، وجميع تلك الأنواع تشترك في القدرة على التحمل بمختلف أشكاله، سواء كان التعرض لخطر أو مشقة الترحال والتنقل أو الظروف البيئية المحيطة، كذلك التحمل للامتناع عن المأكل والمشرب لفترات طويلة خصوصا في الشتاء، لأنها تدخل في ثبات وقلة حركة وعدم استخدام للطاقة.وتشير بعض الدراسات إلى أن ذلك الثبات لا يقتصر على فصل الشتاء حيث البرودة وندرة الحصول على مصادر الغذاء وحسب، بل إنه يمكن أن يمتد إلى عام وفصل شتوي آخر دون أن تتأثر بمشاكل تغذية، وذلك إذا ما شعرت السلحفاة بخطر يهددها، إذ تدخل أسفل الدرقة للحماية من تلك المخاطر، وتظل بها لأيام وأسابيع وأشهر حتى يقضى على ذلك الخطر.ويعد صيام وثبات السلحفاة هو الأكثر من بين الحيوانات من حيث المدة إذ تفوق بثباتها وقدرتها على التحمل جميع الحيوانات وأشكال الأحياء الأخرى، ولذلك كان لها الحظ الأوفر في بقائها على قيد الحياة حتى وقتنا هذا، حيث تعتبر من أقدم الكائنات التي مازالت تتواجد حية على سطح الكوكب.كما تدخل السلحفاة في نوبة صيام أخرى تمتنع فيها عن الأكل والشراب وذلك أثناء فترة التزاوج، إذ نها تعمل للتكاثر في فترة شهر، ثم تدخل في وضع البيض لشهر مماثل ومن ثم تتخذ من حفرة عميقة مكانا وملاذا لها، وتظل هكذا حتى يتم فقس البيض لينطلق الصغار نحو الماء وتظل الأم لتفيق من ثبات البيض ولتستكمل حياتها هي الأخرى، والغالب في ذلك الوقت أن تكون السلحفاة صائمة تمتنع عن أشكال المأكل والمشرب، بينما هناك أنواع منها مثل بعض أنواع آكلات الحشائش يمكن للأكل أن يتخلل ثباتها وصيامها.وتختلف السلحفاة المنزلية الأليفة وطبيعة تطورها عن الأخرى البرية في طبيعة التحمل، إذ ان البرية تكون مجهزة على قدرات صيام أكبر وتحمل أكثر عن تلك المنزلية، رغم أن الاثنين ربما ينتميان لنفس النوع، فاستعداد السلحفاة للثبات عامل مهم، لأنه قبل
مرحلة الثبات والصيام تكمل تخزين طاقتها الداخلية لبدء الانقطاع الموقت الطويل عن الطعام.وتؤكد دراسات أن السلحفاة تدخل في الصيام والثبات تلقائيا مع ظهور أعراض المناخ الشتوية، فبالتالي لا وجود لوسائل يدوية تهدف لإجبار السلحفاة على الصيام، كما لا يعني انقطاع أنواع أخرى عن الطعام في فصل الصيف أو الربيع نوعا من الأمراض، لأن ذلك المخلوق يحاول قدر الإمكان التأقلم لطبيعة صحية أفضل، فيمتنع عن الأطعمة لحين التخلص من محتوى آخر داخلي والعمل لبقاء الجسد في نشاط دائم، كما أن هناك أنواعا تدخل في نوبة صيام عن الأكل نتيجة الغضب لفقدان صاحب لها، فبطبيعة المخلوق والتي تتخطى 100 عام تجده عاصر المالك والابن له وحفيده ويمكن ابن حفيده أو أكثر بالتالي يتعاقب عليها المالكون وتفقد الواحد تلو الآخر، حيث إن طبيعة المخلوق الأليفة هو سهولة الإصابة بنوبة من الغضب يجعلها تنقطع عن الطعام والماء لفترة قد تصل إلى 60 يوما.على الهامش:الاسم: سلحفاةالشعبة: الحبلياتمدة وضع وفقس البيض: حتى 90 يومًاالنظام الغذائي: الخضراوات وهناك انواع تأكل اللحومالموطن: أغلب دول العالم عدا القطب الشماليالعمر المتوسط: حتى 100 عام وأكثر