الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

السلوك البشري في العمل

Time
الخميس 15 يونيو 2023
View
13
السياسة
م. أفراح جاسم السعيدي

عندما نتحدث عن سلوك المؤسسة فإننا نشير إلى الأنماط والممارسات التي تتبعها ككيان تنظيمي، وكيفية تفاعلها مع العناصر، الداخلية والخارجية، فإن سلوكها يمثل الثقافة العامة للمؤسسة، والقيم والمبادئ التي تتبعها في تعاملها مع الجميع ابتداء بالموظفين، فالعملاء، فالشركاء والمجتمع ككل.
لا يعتمد نجاح المؤسسة على فهم الاقتصاد، أو التطوير التنظيمي، أو التسويق فقط، بل يعتمد على فهمها بعامة لأفرادها، ومحيطها، وفهم مسؤول الوحدة التنظيمية لعلم النفس البشري، أي علاقة الموظف مع كلا من الشركة والعملاء والزملاء والمسؤولين، وكيفية التواصل بينهم.
بعدها سيتمكن فهم طبيعة تصرف الموظف وسلوكه عند قيامة بأمر ما، مما يؤدي إلى إمكانية التنبؤ بسلوك هذا الموظف مستقبلا، وبالتالي معرفة كيفية التأثير على هذا السلوك للأفضل ولما هو في صالح المؤسسة.
ولكي يتمكن المسؤول من أداء هذا الدور بفعالية لا بد أن يكون مجهزا بمهارات محددة، ومنها المهارات الفنية، كقدرته على اداء مهمات ادارته بتفوق، قبل الطلب من الموظف بها.
كذلك التمتع بالمهارة الشخصية، وهي قدرته على الارتباط والتواصل مع الاخرين، بالإضافة إلى تحليه بالذكاء العاطفي الذي يجعل لأفعاله وعواطفه تأثيرا على فريق العمل، وأخيرا لابد للمسؤول من فهم وإدراك طبيعة عمل المؤسسة لتحقيق رؤيتها.
كما ان هناك بعض تخصصات العلوم السلوكية التي من شأنها ان تجعل المسؤول قادرا على فهم سلوك فريق العمل، وأول هذه العلوم هو علم النفس، وهو الدراسات العلمية لسلوك الكائنات الحية، خصوصا الانسان بهدف التوصل إلى فهم هذا السلوك وتفسيره والتنبؤ به.
وهذا ما أشرنا إليه سابقا، أما ثاني هذه العلوم هو علم الاجتماع، وهو العلم الذي يُعنى بدراسة الحياة الاجتماعية، والسلوكيات، والتفاعلات، والقواعد، والعمليات الاجتماعية للأفراد والجماعات والمجتمعات حيث يساعد علم الاجتماع في حل المشكلات الاجتماعية، وله تأثير فعّال في مساعدة الأفراد على التكيُّف مع الظروف المحيطة بهم، ومعرفة دورهم في المجتمع.
بينما يبحث علماء النفس الاجتماعي في مفاهيم علم الاجتماع وعلم النفس في التركيز علي كيفية تفاعل وتأثير الناس على بعضهم بعضا عبر النظر الى السلوكيات والمشاعر والأفعال والمعتقدات وكيفية تكوينها.
رابع العلوم هي العلوم السياسية اذ يدرس علماء السياسة سلوك الأفراد والجماعات في بيئة سياسية وبخاصة كيفية إدارة الصراعات وتنظيمها، وكذلك كيفية استخدام السلطة.
وآخر العلوم هو علم الانسان الذي يتعلق بدراسة الناس والتأثيرات المجتمعية، والبيئية، والثقافية كدراسة وفهم الثقافات الأخرى والقيم والمواقف التي تتبناها الشعوب والمؤسسات الأخرى.
أجل، يقع على عاتق المسؤول الكثير من المهمات الضرورية خصوصا بفهم سلوك الأفراد، سواء كانوا موظفين أو عملاء أو شركاء، وبالتالي تزداد قدرته على إدارة المؤسسة، ولا يكفي فهم المسؤول للعلوم السابقة الذكر، بل لا بد من التدريب المستمر والاستمرارية بنهل العلم والمعرفة ليصبح قادرا على قيادة فريق العمل محققا هدف المؤسسة.

كاتبة كويتية

[email protected]
آخر الأخبار