أكد رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة، أنه بعد نكبة فلسطين عام 1948 ونكبة الهزيمة العربية في العام 1967 نُكب العرب مرة ثالثة في العام 1990 بغزو صدام للكويت، وإذا كانت النكبة الأولى والثانية قد وقعتا على يد عدو الأمة، إلاّ أنّ نكبتهم الجديدة كانت على يد رئيس دولة عربية شقيقة وجيش عربي.وقال:"في صبيحة الثاني من شهر أغسطس من العام 1990، كانت هناك قمة عربية مقررة الانعقاد لبحث التهديدات الصدَّامية للكويت في القاهرة، لكن الجلسة الافتتاحية لم تنعقد، بعد ورود أنباء الغزو الصدامي، موضحا أن بعض العرب طرحوا التوسط مع المعتدي قبل اتخاذ أي موقف، لكن لبنان الذي كان ممثلاً برئيس الحكومة الدكتور سليم الحص أطال الله عمره، بادر مباشرةً ومن دون تردد وباسم لبنان إلى إصدار بيان من القاهرة يدين الغزو جملةً وتفصيلاً، لافتا إلى أنه قد وصف الأمر من العاصمة المصرية بالكارثة القومية، وقد كان يعبِّر في تلك اللحظة عن موقفه الوطني والقومي الراسخ الذي عُرف عنه وتسلح به، وعن عمق العلاقة اللبنانية الكويتية وعمق التلاقي الكويتي اللبناني.واضاف "لا نستطيع أن نقر للأقوى بأن يبتلع الأضعف أو للأكبر أن يلتهم الأصغر"، ولبنان كما هو معروف تربطه بالكويت علاقات وثيقة وصفاتٌ وقواسمَ مشتركة كثيرة، أبرزها أنه دولةٌ صغيرةٌ محاطة بالكبار والاقوياء"، ولم يتورّع صدام عن دفع جيشه الى الداخل الكويتي واحتلال الكويت.وأشار إلى أن القيادة السعودية فهمت رسالة التهديد، وشرعت في التحضير لأوسع تحالف، وانطلق العمل لتحرير الكويت وردع العدوان والغزو الصدامي، لافتا إلى أن ما حصل وتحقق كان بفضل المساعدة القوية للمملكة العربية السعودية والموقف العربي والدولي، ولكن، وفوق ذلك كلّه، كان الفضل لصلابة وأصالة القيادة الكويتية وإرادة وعزيمة شعب الكويت المنيعة والصلبة والمصممة على تحرير بلدها".