بيروت ـ "السياسة": دفعت اتهامات "حزب الله" للرئيس فؤاد السنيورة بشأن الـ11 مليار دولار الوضع الداخلي إلى مرحلة تأزم سياسي جديد، مع ما لذلك من انعكاسات على عمل الحكومة، بعدما بدا بوضوح أن الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" هما المستهدفان الحقيقيان من حملة الحزب، على ما أكدته لـ"السياسة"، أوساط قيادية في "التيار الأزرق". وأشارت إلى أن الرئيس السنيورة دحض مزاعم "حزب الله" وافتراءاته، وأظهر بالدليل القاطع والأرقام أين صرفت الـ11 مليار دولار وأين، وأثبت كلامه أن حملة الحزب سياسية وتضليلية وهي فعلاً زوبعة في فنجان، ولن تصل إلى مكان. وكان الرئيس السنيورة رد في مؤتمر صحافي على اتهامات "حزب الله" وشرح للرأي العام بالإثباتات الدامغة كيف تم صرف ال11 مليار دولا، مشددا على أن "الفساد الأكبر والشر الأعظم هو الفساد السياسي، ويعتبر فاسداً سياسياً كل من يقيم دويلات داخل الدولة، ويسيطر على مرافقها، ويغل يد القانون عن الوصول الى أي كان وإلى كل مكان، ومن يعطل الاستحقاقات الدستورية، ومن يحول دون تطبيق الأنظمة والقوانين، ومن يسخِّر النصوص القانونية فيجعلها كالجواري في بلاط القوة الفائضة"، مؤكدا أنه "يتفرع عن الفساد السياسي الفوضى في النظام العام والارتباك في الوظيفة العامة واستتباع الدولة ومؤسساتها لصالح الميليشيات وملوك الطوائف وفقدان السيطرة من قبل رجال السلطة وتعدد الولاءات وانفساح المجال واسعاً أمام التعدي على القطاع العام ونهب ثرواته ولجوء المرتكبين إلى طوائفهم لكي يحتموا من الملاحقة والمحاسبة".
وعلق عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية حسن فضل الله، على مؤتمر السنيورة، زاعما: "حرصنا منذ البداية على وضع ملف الحسابات المالية للدولة اللبنانية في إطاره القانوني، وقمنا بمسؤولياتنا في الرقابة البرلمانية على عمل السطة التنفيذية، ولم نعمد الى توجيه الاتهام لأحد"، مضيفا "لكن السنيورة سمَّى نفسه ووضعها في قفص الاتهام، بتوتر وعصبية تثير الكثير من علامات الاستفهام".في المقابل، أشار الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، إلى أنه "رغم كل ما يقوم به المشروع الايراني في لبنان، ما زلنا نصر على مواجهته بالمقاومة السلمية المدنية والسياسية، وليس بالسلاح، لأن أي سلاح مضاد يعني العودة بلبنان إلى زمن الحرب الأهلية، ونحن تيار رفيق الحريري الذي أوقف الحرب، وقرارنا حاسم وحازم بأننا لن نكون في أي يوم طرفا في أي حرب أهلية لا سمح الله، كي لا نسمح باغتيال رفيق الحريري مرة ثانية".ورأى "أن حزب الله يحاول تعديل البوصلة الاقتصادية، يحاضر بالاقتصاد وهو بالاصل لا يملك مشروعاً اقتصادياً، أضف إلى أن مآثره في الفساد كثيرة، من يحيى تلكوم إلى المرافئ الحدودية وما بينهما من مآثر، وبالتالي من الأجدر بحزب الله الذي يتحدث عن مكافحة الفساد أن يبدأ بنفسه، بدل الافتراء على الاخرين، وأن يسأل عن كلفة الهدر الذي كان شريكاً فيه، وعن كلفة تعطيل الدولة والمؤسسات في السنوات الماضية، فضلاً عن الاكلاف الباهظة للحروب والمعارك المتنقلة في الداخل والخارج".وفي الإطار، غرد النائب السابق فارس سعيد، قائلاً: "السنّة ليسوا فاسدين، والمسيحيون ليسوا خائفين وعملاء، والدروز ليسوا أقليّة عاجزة، والشيعة ليسوا راضين". وتابع "ان يحكم لبنان حزب يدّعي احتكار الوطنيّة، واليد النظيفة بينما الآخرون حراميّي، يهددّهم بأمنهم واستقرارهم"، وختم تغريدته قائلاً: "تقترب ساعة نهايتكم، ما قام به فؤاد السنيورة أول الغيث، قال لا أخاف".من جهته، أشار منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر" تويتر"، إلى أن "حزب الله يعرف أننا مقبلون على انهيار اقتصادي بسبب حروبه وسلاحه والعقوبات التي يتسبب بها وإِبْعادِه للاستثمارات وتعطيله دورة الاقتصاد"، مضيفا "لأن حزب الله يعرف ان الناس ستنفجر في وجهه، يخوض حملة تضليل للقول بأن سبب الأزمة هو الادارة الاقتصادية من الطائف إلى اليوم، لا سلاحه الذي يدمّر الاقتصاد!".وفي تغريدة أخرى، لفت ضو إلى أن "خطة حزب الله من خلال الحملة الأخيرة بحجة مكافحة الفساد هو شيطنة المدرسة الاقتصادية الليبرالية لإقناع الناس زوراً بمسؤوليتها عما وصل اليه التدهور، تمهيدا لتبرير وضع يده على الاقتصاد اللبناني بحجة الاصلاح من خلال استنساخ تجربة إمساك الحرس الثوري الايراني بمفاصل الاقتصاد في إيران!".