السودان: إدانات عربية وخليجية لاقتحام وتخريب السفارة القطرية

الدوحة، الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما تواصلت الضربات الجوية المكثفة على ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم مع دخول الصراع بين الجيش وميليشيا الدعم السريع الذي أدى إلى نزوح نحو مليون شخص أسبوعه السادس، دانت قطر قيام قوات مسلحة غير نظامية باقتحام وتخريب مبنى سفارتها في العاصمة الخرطوم.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان عدم تعرض أي من الديبلوماسيين أو موظفي السفارة لأي سوء، مشيرة إلى أنه جرى إجلاء طاقم السفارة في وقت سابق، مشددة على ضرورة تجنيب السفارات والمقار الديبلوماسية ومقار المنظمات الدولية والمنشآت المدنية تبعات القتال، كما شددت على ملاحقة الجناة وتحميلهم عواقب الفعل الإجرامي المشين الذي يمثل انتهاكاً للقانون والاتفاقات الدولية.
وجددت الوزارة تأكيد موقف قطر الداعي لوقف القتال في السودان فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال، معربة عن تطلع الدوحة إلى أن تنتهج جميع الأطراف الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات.
من جانبها، استنكرت دول خليجية وعربية في بيانات منفصلة اقتحام وتخريب مبنى السفارة القطرية، مؤكدة موقفها الثابت والرافض لأي عمل يستهدف البعثات الديبلوماسية، داعية لحماية المباني الديبلوماسية بحسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الديبلوماسي.
في غضون ذلك، أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مرسوما بإعفاء نائبه وغريمه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، من منصب نائب رئيس مجلس السيادة، فيما أعلنت قيادة أركان الجيش تعيين شمس الدين كباشي في منصب القائد العام للقوات المسلحة، وعبد الرحمن حسن العطا وإبراهيم جابر إبراهيم كريمة مساعدين للقائد العام للجيش.
ميدانيا، تجددت الاشتباكات في مناطق العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة نيالا جنوبي دارفور بين الجيش وقوات الدعم السريع، فيما تحدث شهود عيان عن ضربات جوية في جنوب أم درمان وشمال بحري المقابلتان للخرطوم على الضفة الأخرى من نهر النيل، مشيرين إلى أن بعض الضربات وقعت بالقرب من هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني في أم درمان.
من جانبه، قال الجيش السوداني إن قواته تصدت لمحاولة هجوم من سماها ميليشيا الدعم السريع المتمردة على مقر قيادته بمدينة نيالا، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وتدمير عشرات العربات المسلحة في صفوف الميليشيات المعادية.
دوليا، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوضع في السودان تدهور بشكل كبير، موضحا في تقريره الدوري أن أعمال العنف أثرت بشكل سلبي للغاية على الأوضاع الإنسانية، حيث توقفت الأنشطة الإنسانية في ولايات عدة بسب انعدام الأمن على نطاق واسع، واصفا حالة المدنيين المحاصرين في المناطق الحضرية والذين يتعرضون للهجمات وإطلاق النار والقصف اليومي بأنها غير مقبولة ومثيرة للقلق.
وفيما قال شهود عيان إن أعمال النهب التي تقوم بها أعداد كبيرة من المسلحين والمدنيين على السواء، تفاقم بؤس الحياة بالنسبة لسكان العاصمة الخرطوم المحاصرين بسبب القتال المحتدم، قدرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد النازحين بسبب الصراع بنحو 843 ألف شخص داخل السودان وفرار نحو 250 ألفا إلى الدول المجاورة.
من جانبها، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 850، وثلاثة آلاف و394 إصابة، مشيرة إلى أن العديد من الإصابات والوفيات غير مشمولة في الحصر، مبينةً أنها لم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني.