الدولية
السودان: اتفاق قريب في جدة على وقف إطلاق النار.. والقتلى إلى 832
الخميس 18 مايو 2023
12
السياسة
الخرطوم، عواصم- وكالات: فيما يتواصل لهيب القتال العنيف في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وميليشات الدعم السريع، قال مصدران سودانيان مطلعان إن المفاوضات، التي تجري بوساطة أميركية سعودية بمدينة جدة السعودية، اقتربت من الوصول لاتفاق يحقق هدنة حقيقية تحت رقابة خارجية، يتم فيها إجلاء المرضى والجرحى وفتح مسارات آمنة للمدنيين لتخفيف معاناة السودانيين.وأكد المصدران المطلعان وهما من وزارة الخارجية السودانية وقوات الدعم السريع، أن مفاوضات جدة ما زالت مستمرة بشكل غير مباشر، وأشارا إلى أن مولي في مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية إلى جانب الوسطاء السعوديين يبذلون جهودا مقدرة للوصول لاتفاق خلال الثماني والاربعين ساعة القادمة.بدوره رجح مصدر في الدعم السريع أن ذلك يمكن أن يحدث خلال 48 ساعة ما لم تحدث تطورات سالبة، وفق تعبيره.لافتا إلى أن العقبة التي تعترض المفاوضات هي محاولة إقحام موضوع هيكلة القوات المسلحة وإخراج المفاوضات من مسارها الفني إلى مسار سياسي أوسع يتحدث عن أدوار للمدنيين وهو أمر يرفضه مفاوضو الجيش السوداني ويتجاوز تفويضهم.وشدد المصدر المطلع ذاته في الدعم السريع على أن الحديث عن مبادرة أخرى تحت رعاية منظمة "إيغاد" غير دقيق، وأن تعدد المبادرات تكتيك مارسه النظام المعزول، وأن حديث المستشار السياسي لقوات الدعم السريع في هذا الصدد أُخرج عن سياقه.وتأتي هذه التطورات السياسية في حين تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اذ استفهدت ضربات جوية مكثفة مناطق بجنوب العاصمة السودانية الخرطوم تزامنا مع اندلاع اشتباكات بالقرب من معسكر للجيش، فيما امتد العنف إلى إقليم دارفور في غرب البلاد وإلى ولاية شمال كردفان ومناطق أخرى.وأفاد شهود عيان بأن ضربات جوية مكثفة استهدفت أمس مناطق بجنوب الخرطوم تزامنا مع اندلاع اشتباكات بالقرب من معسكر للجيش. كما تم سماع دوي الضربات الجوية التي شنها الجيش على قوات الدعم السريع شبه العسكرية في عدة أحياء سكنية في جنوب الخرطوم، بما في ذلك بالقرب من معسكر طيبة، بينما كانت قوة احتياطية تابعة للشرطة متحالفة مع الجيش تقاتل قوات الدعم السريع على الأرض.في غضون ذلك نفى مصدر بقوات الدعم السريع أن يكون قائدها محمد حمدان حميدتي أو نائبه قد أصيبا في معارك مع الجيش، مشيرا إلى أن ظهورهما العلني خاضع لتقديرات أمنية وسيحدث حينما يكون ذلك مناسبا، وفق تعبيره.ومع استمرار ضجيج الحرب الناشبة في الخرطوم، شهدت الجنينة عاصمة اقليم غرب دارفور صراعا ذا طابع قبلي خلَّف نحو 500 قتيل ومئات المصابين، وفق تقديرات جمعية الهلال الأحمر السوداني.وحسب المصدر، فإن الإحصاءات المعلنة ليست نهائية بسبب صعوبة الوصول لجميع المناطق التي تأثرت بالعنف.في السياق، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا جراء الاشتباكات إلى 832، فيما بلغ عدد المصابين اكثر من 3329 شخصا. وأضافت أنه يوجد كثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، لعدم التمكن من الوصول إلى المستشفيات بسبب صعوبة التنقل والوضع الأمني.إنسانيا، قالت مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة إن القتال الدائر في السودان منذ منتصف أبريل الماضي أدى لنزوح نحو مليون شخص، فيما قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية راميش راجاسينغهام في جنيف إن نحو 25 مليون شخص في السودان يحتاجون لمساعدات إنسانية وللحماية، موضحا أن العدد هو أكبر عدد محتاجين لمساعدات إنسانية تسجله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق.