السودان: افتتاح أول وأكبر معسكر لتدريب النساء للانخراط في حرب الجنراليْن
دشَّنته ولاية نهر النيل وسط رفض نسوي… واشتباكات عنيفة بالخرطوم و"الحرية والتغيير" للبحث عن حل سياسي
الخرطوم، عواصم - وكالات: وسط تنديد نسوي واسع، فتحت ولاية نهر النيل شمال السودان ما وصف بأنه المعسكر الأول من نوعه والأكبر لتجنيد الفتيات، بعد دعوة القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان للاستنفار والتصدي لقوات الدعم السريع التي تتهم بارتكاب انتهاكات واسعة خلفت موجة استهجان على الصعيدين المحلي والعالمي.
وأثار تدشين مركز تدريب الفتيات الذي يضم نحو 200 سيدة وفتاة تتراوح اعمارهن بين 17 إلى 50 عاما غالبهن من النازحات اللائي فررن من الحرب بالخرطوم، حفيظة مجموعة من الناشطات واعتبرنه ارجاعا لسطوة نظام الإسلاميين الذي اطيح به في ابريل من العام 2019، كما أنه يمثل دعوة لاستمرار الحرب الذي يخالف التوجه النسوي الداعي لوقفها.
وبحسب القائمين على المعسكر، فإنه يهدف إلى تدريب الفتيات على ما يسمى الإسناد العملي ودعم الجرحى والمصابين من عناصر الجيش ومد يد العون لهم معنويا وماديا وتدريب على التعامل مع الاسلحة الخفيفة بالإضافة لتدريب منتسبات للحقل الطبي على العمل في مناطق الاشتباكات وتدريب بقية المتطوعات على امكانية التنقل واغاثة المتضررين.
في المقابل، حذرت مجموعات نسوية من ان تدريب الفتيات ليس سوى ستار لأنشطة متعددة تعيد امجاد الإسلاميين المعزولين خاصة وان ولاية نهر النيل تعد أحد المراكز الهامة في تاريخ الحركة الإسلامية كما يوصف مؤيدي فكرة التجنيد بأنهم دعاة حرب، وقالت الناشطة احسان فقيري إن الاسلاميين يحاولون استغلال المواقف لصالحهم.
من جانبها، ابدت مبادرة "نساء ضد الحرب" قلقها من الاستقطاب الحاد للشباب وتجييشهم والمظاهر العسكرية في المدن والقرى الامنة ودخول قوات جديدة دائرة الاقتتال، ما يشير لاستمرار الحرب بين الجيش والدعم السريع، معتبرة الخروج من مازق الحرب يبدأ بوحدة القوى المدنية واتخاذهم خطوات جريئة لقطع الطريق امام دعاة الحرب.
في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع أمس، في أحياء بجنوب وشرق العاصمة السودانية الخرطوم، في حين قالت قوى إعلان الحرية والتغيير إنها تواصل التحركات لوقف الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل الماضي.
وقصف الجيش مواقع للدعم السريع في أحياء الديم ومنطقة السوق الشعبي وحي الصحافة وامتداد الدرجة الثالثة وجبرة جنوبي الخرطوم، فيما ردت قوات الدعم السريع من مواقعها شرقي الخرطوم بقصف عنيف على مواقع للجيش. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من شمالي العاصمة، ووسط الخرطوم بحري، كما دوت أصوات المدفعية والانفجارات العنيفة. وفيما شهد محيط سلاح المدرعات، جنوب الخرطوم، اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، وأفاد شهود عيان، بوقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في منطقة شرق وغرب أم درمان.
في الاثناء، قال عضو المجلس السيادي السابق القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد الفكي: إن القوى السياسية الموقعة على الإتفاق الإطاري ستكثف من تحركاتها الرامية لوقف الحرب، وصولاً لحل سلمي يعيد مسار الانتقال والحكم المدني، مضيفا أن الإتفاق الإطاري ليس مُقدساً، ولكنه سيظل موجوداً بقضاياه التي قُتلت بحثاً في الورش وهي صالحة كمرجعيات لحل الأزمة.
وذكر الفكي أن الجبهة العريضة لوقف الحرب ستشمل كل الرافضين للحرب والمنادين بالتحول الديمقراطي، باستثناء حزب المؤتمر المحلول والداعمين لإشعال الحرب، معتبراً أن جماعة الإخوان هي من أشعل الحرب ولا يحق لهم المشاركة.
بدوره، اشار القيادي في قوى الحرية والتغيير طه عثمان إلى أن لديها اتصالات مع الطرفين، وأنها منفتحة على كل القوى السياسية والتنظيمات النقابية، من أجل تأسيس جبهة تضم كل القوى المدنية لوقف الحرب، مضيفا أن العملية السياسية لتأسيس الدولة السودانية، يجب أن تبدأ بوقف الحرب، ومن ثم مخاطبة جذورها عبر حل سياسي سلمي شامل ينهي الحروب ويؤسس للدولة السودانية الجديدة.