الخرطوم - وكالات: امتدت الاحتجاجات التي اندلعت في السودان بسبب ارتفاع الأسعار وأزمة السيولة إلى الخرطوم أمس، بينما قتل خمسة متظاهرين وردد المحتجون "الشعب يريد إسقاط النظام"، في حين أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع بعد تجمع مئات المحتجين بمدينة عطبرة، التي أعلنت السلطات حالة الطوارئ فيها على أثر إضرام النار في مقر الحزب الحاكم بها، أول من أمس، كما تم فرض الطواريء في ولاية الغضارف التي قتل فيها المتظاهرين الخمسة.ونظمت مسيرات صغيرة في مدن أخرى، لكن عدد المتظاهرين كان أكبر في عطبرة، التي تعد تاريخياً مركزاً للاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال مسؤولون إن الاحتجاجات اندلعت بسبب زيادة سعر الخبز الى ثلاثة جنيهات من جنيه واحد لنقص دقيق الخبز المدعوم في الولاية. وأظهرت لقطات فيديو سيارات مشتعلة ومحتجين يلقون الحجارة على المقر المحلي للحزب الحاكم في عطبرة.وقال شهود عيان إن عشرات آخرين خرجوا احتجاجاً على ارتفاع الأسعار في مدن دنقلا والقضارف أمس، لكن التظاهرات كانت أكبر في عطبرة.وقال مواطن عمره 36 عاماً "خرجت للتظاهر لأن الحياة توقفت في عطبرة"، مضيفاً إنه لم يتمكن من شراء الخبز منذ أربعة أيام لانه لم يعد متوفراً في المتاجر. وأوضح أن "الأسعار ارتفعت... ولم أستطيع ان أسحب راتبي لشهر نوفمبر... لأزمة السيولة، هذه أوضاع صعبة ولا يمكن أن نعيش معها والحكومة لا تهتم بنا".وفرقت قوات الشرطة المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع، فيما قال متحدث باسم حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم إن أجهزة الأمن التزمت درجة عالية من ضبط النفس في تعاملها مع الاحتجاجات التي وصفها بأنها "عنيفة".في غضون ذلك، تعهد الرئيس السوداني عمر البشير العمل على حماية مقدرات الشعب السوداني وتأمين الوطن من كل المهددات التي تحدق به، مجدداً التزامه بالعمل على تطوير قدرات القوات المسلحة. من جانبه، أكد رئيس الوزراء معتز موسى أن الدعم الحكومي لن يرفع مرة واحدة، وأن العائلات ذات الدخل المحدود ستبقى تشتري حاجياتها بأسعار مخفضة.وقال "لن يكون هناك رفع دعم ولكن ستكون هناك سياسات جديدة لتوجيه الدعم للمستحقين، فلا يمكن أن ندعم المقتدرين مالياً".على صعيد آخر، وفي وقت حسم السودان فيه الجدل المتجدد بشأن العلاقة مع السعودية اقتصادياً وعسكرياً، ثارت التساؤلات بشأن تأجيل زيارة رسمية سعودية كانت مقررة إلى الخرطوم.