الخرطوم، عواصم - وكالات: في وقت يواجه السودان أكبر أزمة سياسية في مرحلته الانتقالية الممتدة لعامين، تجمع آلاف المحتجين من جناح الإصلاح في الحرية والتغيير، المنشق عن الأخيرة، والذي يضم عدداً من الحركات المسلحة، والممثلة عبر وزراء في الحكومة، أمس أمام القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم.وهتف المتظاهرون الذي يدعمون المكون العسكري في مجلس السيادة الانتقالي، "تسقط تسقط حكومة الجوع"، وللمطالبة بـ "استرداد الثورة وتحسين الأوضاع المعيشية".إلى ذلك، ألقت الاستخبارات العسكرية السودانية القبض على أحد المتظاهرين بعد أن أطلق أعيرة نارية في الهواء على بعد عدة أمتار من القصر الجمهوري، الذي يحتشد أمامه المحتجون.وأفادت مصادر، أن "أحد المتظاهرين أطلق عدة طلقات نارية في الفضاء بالقرب من القصر الجمهوري وقامت الاستخبارات بإلقاء القبض عليه من وسط الحشود".وكانت قوى الحرية والتغيير جناح الإصلاح، دعت في بيان ليل أول من أمس الجمعة إلى تسيير مواكب باسم استرداد الثورة، على أن تتجه نحو مجلس الوزراء، من أجل الاعتصام، حيث سيتم توقيع ميثاق التوافق الوطني، الذي تلته القوى المنشقة عن الحرية والتغيير الأسبوع الماضي.وكان رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، أعلن في خطاب موجه للشعب السوداني ليل أول من أمس، وضع خارجة طريق لإنهاء الأزمة، مشدداً على ضرورة إنهاء الشقاق بين مكونات الثورة، وتوسيع قاعدة الانتقال لاستيعاب كل مكونات قوى الحرية والتغيير.كما أشار إلى أن الأزمة التي يمر بها السودان وحالة الاستقطاب الحاد بين مكونات الفترة الانتقالية، وخلافات الحاضنة السياسية خطيرة جدا.كذلك، أوضح أن الصراع الدائر في البلاد هو صراع بين معسكر الانتقال الديمقراطي ومعسكر الانقلاب على الثورة، مؤكداً أنه لا يقف وسيطا فى الأزمة، وإنما منحازاً لدعاة الانتقال المدني الديمقراطي.
من جهته، قال المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إن الأزمة الحالية في البلاد تقف خلفها قيادات عسكرية ومدنية محدودة تهدف لإجهاض الثورة عبر تجويع الشعب وتركيعه وإحداث انفلات أمني وقفل الموانئ وإغلاق الطرق.ورأى هذا المجلس أن وراء الدعوة للمسيرات أمس عناصر من النظام السابق، وقال إن حل الحكومة قرار تملكه قوى الحرية والتغيير، وبالتشاور مع رئيس الوزراء وقوى الثورة، ولا يتم بقرارات فوقية.ووصف خطاب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بأنه "منحاز للتحول المدني الديمقراطي، وداعم لتفكيك نظام المعزول".وفي الاثناء، جددت الولايات المتحدة الأميركية دعمها لعملية الانتقال المدني في البلاد.وأكدت السفارة الأميركية في الخرطوم، أمس، دعم واشنطن للانتقال المدني الديمقراطي في السودان "بشكل كامل".كما أشارت إلى دعمها عمل المؤسسات الانتقالية، والبدء في التحضير للانتخابات.في سياق متصل، قالت بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان، أمس، إن من الضروري إدارة حوار شامل لإيجاد حل لمشكلات شرق البلاد.وأضافت البعثة الأممية أن شرق السودان تعرض لتهميش كبير، ومن المهم تحقيق التنمية.