السودان: حرب الجنرالات تضع أوزارها بهدنة 24 ساعة لالتقاط الأنفاس

الخرطوم، عواصم - وكالات: في استجابة للنداءات الدولية، أعلن رئيس مجلس السيادة قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، أن الجيش السوداني سيلتزم بوقف إطلاق النار المقترح من قوى دولية، ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي لمدة 24 ساعة، فيما أعلن قائد قوات الدعم السريع حمد حمدان دقلو (حميدتي) موافقته على الهدنة، لضمان مرور آمن للمدنيين وإجلاء الجرحى.
وبالتزامن مع إعلان الطرفين قبول الهدنة المؤقتة التي تعد بمثابة التقاط للأنفاس، تواصل دوي الانفجارات في الخرطوم، في اليوم الرابع للمواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، على الرغم من النداءات الدولية الملحة لوقف المعارك التي أوقعت حتى الآن نحو 200 قتيل وأدت إلى إصابة نحو 1800 بجروح.
وشهد اليوم الرابع موجات عنيفة من القتال في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، حيث كشفت مصادر سودانية عن وقوع معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والطائرات حول قيادة الجيش والقصر الجمهوري وسط الخرطوم، فيما أكد مصدر بالجيش السوداني سيطرة الجيش على مطار مروي وأن ميليشيا الدعم السريع هربت وتحاول تدمير البنى التحتية فيه، قائلا إن سيطرة الجيش على مطار مروي جاءت بعد معارك مع ميليشيا الدعم السريع.
وفي الوقت الذي أصدر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان قرارا بالعفو العام عن كل من يضع السلاح من ضباط وجنود قوات الدعم السريع، أعلنت وزارة الداخلية السودانية أن المدير العام للشرطة أصدر قرارا بإنهاء انتداب جميع ضباط الشرطة بقوات الدعم السريع، فيما ناشدت وزارة الخارجية المجتمع الدولي إدانة تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة.
ومن جانبها، قالت قوات الدعم السريع إن ثورة جديدة انطلقت منذ السبت الماضي ومستمرة لبلوغ غاياتها وحققت انتصارات متوالية ومازالت مستمرة لبلوغ غاياتها النبيلةوفي مقدمتها تشكيل حكومة مدنية تمضي بالسودان والسودانيين نحو تحول ديمقراطي حقيقي.
وعلى صعيد التهدئة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال ترؤسه اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أنّ مصر تحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأيّ دولة، بما فيها السودان. وكشف السيسي أنه "عرض الوساطة على الأطراف السودانية"، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ "ما يحدث في السودان هو شأن داخلي، ولا ينبغي لأيّ طرف التدخل فيه.
واستمرارا للجهود الدولية، حض وزراء خارجية دول مجموعة السبع طرفي النزاع في السودان على وقف الأعمال العدائية فورا، والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد الاشتباكات التي أودت بحياة نحو 200 شخص.
وقال الوزراء في بيان بعد يومين من المحادثات "نحض طرفي النزاع على وقف الأعمال العدائية فورا دون شروط مسبقة"، محذرين من أن القتال "يهدد أمن وسلامة المدنيين السودانيين ويقوض جهود استعادة الانتقال الديمقراطي في السودان".
ودعوا في البيان إلى نبذ العنف والعودة إلى المفاوضات واتخاذ خطوات فعالة لخفض التوترات وضمان سلامة جميع المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني".
وفي الوقت الذي اعنت فيها نقابة اطباء السودان ان عدد القتلى بلغ 144 واربعين قتيلا ،أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان فولكر بيرتس، أن القتال بين قوات الجيش السوداني النظامية وقوات الدعم السريع أدى إلى مقتل 185 شخصا، وإصابة أكثر من 1800 آخرين.
وأضاف بيرتس، في تصريحات للصحفيين، وفقا "لقناة الحرة" الفضائية، الأميركية ، عبر رابط فيديو، أن الطرفين المتقاتلين لا يعطيان انطباعا إنهما يريدان وساطة من أجل السلام بينهما على الفور.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أجري في وقت سابق اتصالين هاتفيين منفصلين، أحدهما مع قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، والآخر مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مشددا على ضرورة الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان محملا القائدين مسئولية ضمان سلامة المدنيين وأفراد البعثات الدبلوماسية وموظفي المنظمات الإنسانية في السودان.