السودان: "حرب الجنراليْن" تتصاعد... وواشنطن ترسل قطعاً بحرية

الخرطوم، عواصم- وكالات: مع انتهاء هدنة عيد الفطر المبارك، دخلت "حرب الجنرالين" في السودان كما عُرفت مؤخراً، يومها الحادي عشر دون أي بوادر لحلول قريبة ووسط اشتباكات دامية لا تتوقف خلّفت مئات القتلى حتى الآن، وهدن لا تلبث أن تبدأ حتى تخرق.
وفي الوقت الذي استؤنفت فيه الاشتباكات أمس، في العاصمة "الخرطوم"، تسارعت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان. فيما أعلنت نقابة أطباء السودان، ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 273 حالة وفاة بين المدنيين و1579 حالة إصابة.
وأعلنت القوات المسلحة السودانية، أن الموقف العملياتي مستقر بشكل ملحوظ، مؤكدة أنها تستمر في توسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم بالتدرج لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في منشور أورده عبر حسابه بموقع "فيسبوك" إن مجموعات الميليشيا المتمردة تبعثرت على نطاق واسع بالخرطوم و أجزاء محدودة من الخرطوم بحري للاحتماء بالتجمعات السكنية واتخاذ المواطنين دروع بشرية.
وجددت القوات المسلحة نداءاتها لأفراد ميليشيا الدعم السريع للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة والخروج من دائرة التمرد على الدولة.
في المقابل أتهمت قوات الدعم السريع أن الجيش بتنفذ غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة الخرطوم، أمس، واستهدفت المدنيين بشكل مباشر في حي الدوحة بأم درمان ومنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم.
وأدانت قوات الدعم السريع، بشدة هذا العمل الذي وصفته بالبربري الغاشم على المواطنين الأبرياء، مشيرة إلى وجود قواتها في كافة الميادين من أجل انتزاع ما وصفته بالجزء الخبيث من جسد الدولة السودانية.
من جانبها أعلنت نقابة أطباء السودان، ارتفاع ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 273 حالة وفاة بين المدنيين و1579 حالة إصابة. واشارت النقابة، في منشور أوردته على صفحتها بموقع "فيسبوك"، إلى أنه يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، لافتة إلى عدم التمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الاثنين، أن الولايات المتحدة تعد لإرسال قطع من الأسطول الأميركي لمساعدة الأميركيين الذين يرغبون في مغادرة السودان.
وأضاف في مقابلة مع محطة "إم.إس.إن.بي.سي"، "ما زلنا نبحث في الخيارات. لدينا أصول عسكرية لا تزال في المنطقة القريبة إذا كانت هناك حاجة إليها، لكن هذا ليس الوقت المناسب لإجراء نوع من العمليات الجماعية". كما أشار إلى أن عشرات الأميركيين يشاركون في قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان وأن الجيش الأميركي يساعد في مراقبتها عبر أنظمة جوية بدون طيار.
وقال كيربي لشبكة التلفزيون "سنقوم بنشر أصول بحرية في البحر الأحمر قبالة بورتسودان في حالة الحاجة إليها لمساعدة الأميركيين الذين يريدون المغادرة".
دوليا ايضا أعلن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل عن إجلاء أكثر من ألف شخص من السودان، مقدما الشكر لفرنسا لمساعدتها في هذه العملية.وقدم بوريل الشكر لدول لقيامها ليس فقط بإجلاء مواطنيها ولكن أيضا جميع رعايا الدول الذين استطاعت إجلائهم.كما أكد بوريل على أهمية الضغط الدولي لانهاء القتال،قائلا إن انهيار السودان سوف يرسل موجات صدمية في أنحاء أفريقيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية إجلاء "388 شخصا بينهم مواطنون فرنسيون أعربوا عن رغبتهم بذلك، فضلا عن عدد كبير من رعايا دول أخرى، أوروبيون خصوصا، فضلا عن أفارقة ومن القارة الأميركية وآسيا" من السودان، بعدما سيّرت منذ الأحد الماضي رحلات جوية عدّة بين الخرطوم وجيبوتي.
وأفادت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية أنطونيو تاياني أن الجيش الإيطالي أجلى "نحو 200 شخص بينهم مواطنون سويسريون وأعضاء في السفارة الرسولية" عبر جيبوتي. وأعلنت ألمانيا إجلاء 300 شخص، بينهم مواطنون وأفراد من جنسيات أخرى، في ثلاث طائرات، بعد محاولة فاشلة الأربعاء الماضي.
أفادت وزارة الخارجية المصرية مساء الأحد عن إجلاء 436 مواطناً من السودان براً "بالتنسيق مع السلطات السودانية"، بعد إجلائها 177 عسكرياً الأسبوع الماضي. وكانت السعودية التي قادت أولى عمليات الإجلاء الناجحة السبت الماضي، قد أفادت عن إجلاء 91 من مواطنيها فضلا عن نحو 66 من رعايا 12 دولة أخرى، عبر البحر.