السودان على شفا الحرب الأهلية و"الحركة الشعبية" تشعل صراع الجنرالين

الخرطوم، عواصم - وكالات: في تطور لافت للصراع ينذر بأن السودان بات على شفا حرب أهلية، دخلت الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان، على خط المواجهة بين الجيش برئاسة قائد المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميديتي"، حيث أعلن الجيش السوداني سقوط قتلى وجرحى في صفوفه، متهما قوات الحركة بمهاجمة مدينة الدلنج رغم وجود اتفاق وقف للقتال بين الطرفين، قائلا إن الحركة كانت تحشد قواتها منذ نحو أسبوع للهجوم.
وفي الاثناء، أعلن الجيش السوداني أنه واصل عملياته بالعاصمة الخرطوم ضد قوات الدعم السريع، وذلك بعد انتهاء هدنة الأيام الثلاثة، فيما قال شهود عيان إن الجيش قصف مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان، وإن القصف المدفعي والصاروخي انطلق من منطقة كرري العسكرية، كما حلقت طائرة من سلاح الجو السوداني وسُمع إطلاق نار جنوب غرب أم درمان صباح أمس.
وقال الجيش إن قواته واصلت عملياتها بمنطقة العاصمة الخرطوم بعد انتهاء الهدنة التي استغلتها المليشيا المتمردة في تحشيد قواتها وارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، مشيرا إلى ان القوات العمليات الخاصة بأمّ درمان، دمّرت عربات قتالية للعدو، وأوقعت عددا من القتلى والجرحى، موضحا أن قوات الدعم السريع حاولت الهجوم على عناصر الجيش في أم درمان ورئاسة الاحتياطي المركزي بالخرطوم.وأضاف أنه ألحق "ضربات ناجحة" بمن وصفهم بالمتمردين وتسبب لهم في خسائر كبيرة، حيث تم تدمير واستلام عدد من المركبات القتالية، وتمكن من إسقاط طائرة مسيّرة استخدمت في الهجوم.
من جانبها، ذكرت مصادر سودانية أن اشتباكات متقطعة دارت في أحياء ود نوباوي وبالقرب من جسر ود البشير بأم درمان، مع سماع أصوات القصف المدفعي، مشيرة إلى أن طلعات الطيران الحربي للجيش استهدفت تجمعات الدعم السريع بمنطقة أرض المعسكرات بسوبا جنوب الخرطوم، في حين شهدت منطقة الجريف شرق قصفا مدفعيا كثيفا من قبل الجيش.
في غضون ذلك، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرا من زيادة مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة في السودان، في خضم تدهور الأوضاع الإنسانية بالبلد الذي أنهكته المعارك منذ منتصف أبريل الماضي. وكشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري أن القطاع الصحي يعاني بشدة تحت وطأة أزمة صحية غير مسبوقة، مشيرا إلى أن القتال أدى إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية للبلد، ومن بينها المرافق الصحية التي توقف قرابة 60 بالمئة منها عن العمل أو نُهبت أو جرى تدميرها.
إلى ذلك، أعلنت منظمة الهجرة الدولية ارتفاع عدد النازحين واللاجئين جراء الحرب في السودان إلى 2.56 مليون شخص، وقالت المنظمة في تقرير إن عدد النازحين من الولايات المتأثرة بالحرب إلى الولايات الأخرى بلغ نحو مليون و956 الف بينما ارتفع عدد اللاجئين 599 الف شخص عبروا الحدود إلى تشاد ومصر وجنوب السودان واثيوبيا وافريقيا الوسطى.
في غضون ذلك ناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، جميع الأطراف المتحاربة في السودان العمل على تحقيق الوقف الشامل لإطلاق النار وجميع أعمال العنف والقتال بجميع أشكالها، بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
ودعا طه الأطراف والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة المعنية بمجريات الأزمة السودانية إلى دعم جهود الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان وبذل الجهود المشتركة لحث جميع الأطراف الالتزام بذلك، معربًا عن أمله في أن تستجيب الأطراف السودانية لهذا النداء بوقف إطلاق النار الشامل خلال هذه المناسبة الدينية المباركة.