الخرطوم، عواصم- وكالات: قُتل متظاهر وأصيب آخرون برصاص قوات الأمن في السودان، مع انطلاق المسيرات المليونية التي دعت لها قوى "الحرية والتغيير" أمس، في أنحاء السودان تحت شعار "مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية"، وسط انتشار كثيف لقوات الأمن والدعم السريع.وقامت قوات الأمن بإغلاق شوارع الخرطوم العاصمة كافة مع انطلاق التظاهرات، كما تم فرض طوق أمني على كل المداخل المؤدية لقيادة الجيش، في حين دعا "تجمع المهنيين" المحتجين إلى التوجه للقصر الرئاسي.وقالت مصادر، إن متظاهرا قتل إثر إصابته برصاصة بالصدر، وأصيب آخرون برصاص قوات الأمن في تظاهرات عطبرة شمال السودان، بينما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيّل للدموع في منطقة بحري في شمال الخرطوم وفي منطقتي معمورة واركويت في شرق العاصمة، ضد المتظاهرين الذين كانوا يهتفون: "حكم مدنيّ حكم مدني!"، كما أطلقت الغاز المسيّل للدموع على المتظاهرين في مدينة القضارف في شرق البلاد، وأدى الإطلاق الكثيف للغاز المسيل للدموع في أم درمان لحالات إغماء.وردد المتظاهرون شعارات تطالب المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين، كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين.وفيما حذرت قوى "الحرية والتغيير" المجلس العسكري من التضييق وممارسة العنف ضدها، قال الأخير في بيان له، أول من أمس، إن قوى "الحرية والتغيير" تتحمل مسؤولية أي روح تزهق، أو تخريب يحدث، جراء تعطيل المرور وإغلاق الطرق في التظاهرات المعلن عنها، فيما حذر نائب رئيس المجلس العسكري حمدان دقلو حميدتي من أنه لن يتسامح مع محاولات "التخريب".وكان الاتحاد الأفريقي الذي يقود وساطة لتقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وقوى التغيير، طالب الأطراف السودانية بتجنب التصعيد، موضحاً تقديم مقترح معتدل للجانبين، وطالبت دول الترويكا (الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج)، المجلس العسكري بتجنب العنف تجاه التظاهر السلمي، معربة عن دعمها للمبادرة الأفريقية.من جانبه، تعهد رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان، أول من أمس، التوصل مع قوى المعارضة "سريعا" إلى اتفاق لنقل السلطة إلى الشعب.وقال البرهان في خطاب أمام حشد من أهالي مدينة أم درمان: "نعدكم بأننا مع الإخوة في قوى الحرية والتغيير والأحزاب السياسية سنصل لاتفاق سريع يحقق طموحاتكم"، لافتا إلى أن السلطة يجب أن تعود إلى الشعب عبر حكومة منتخبة ليقرر مستقبله بيده، قائلا إنه "لا مزيد من الإقصاء في السودان ونحن واقفون مع الشعب الذي خاض الثورة".
في المقابل، شكك القيادي بـ "الحرية والتغيير" مدني عباس مدني، في التصريحات التي تصدر من كل من رئيس المجلس العسكري ونائبه الأول، بشأن الاستعداد والترحيب بنقل السلطة لحكومة أو نظام مدني، قائلا إن "تحركات وتصريحات رئيس المجلس ونائبه الأول تبدو غريبة ومتناقضة، فهما يتكلمان عن نقل السلطة وفي الوقت نفسه يقومان بجولات واسعة بالعاصمة وغيرها من الولايات، ويحاولان جمع الحشود وكأنهما يحاولان البحث عن خلفية وحاضنة سياسية وقاعدة شعبية لمجلسهما".

محتجة سودانية ترفع يافطة خلال مليونية الشهداء أمس (أ ب)

رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان يلوح لمؤيديه (أ ب)