الدولية
السودان: لجان المقاومة تعلن ميثاق سلطة الشعب وسط قنابل الغاز
الخميس 12 مايو 2022
5
السياسة
الخرطوم، عواصم، وكالات: شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، انتشارا أمنيا كثيفا، تزامنا مع مسيرات جديدة سيرتها لجان المقاومة التي أعلنت عن ميثاق موحد تحت مسمى "سلطة الشعب".وانتشرت القوات الأمنية بكثافة في الشوارع الرئيسية في وسط الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وأغلقت بعض الجسور الرئيسية الرابطة بين المدن الثلاثة، لمنع المحتجين من الوصول إلى منطقة القصر الرئاسي في الخرطوم، وسط إطلاق القوات السودانية الغاز المسيل للدموع على جموع المتظاهرين.في المقابل؛ وقعت لجان المقاومة، التي تقود الحراك الحالي في الشارع السوداني، ميثاقا مشتركا نصّ على رفض أي تفاوض مع المكون العسكري في الحكومة الحالية، وقدّم رؤية لكيفية حكم البلاد خلال الفترة الانتقالية، وفقا لثلاثة هياكل تشمل المجلس التشريعي ومجلس الوزراء والسلطة القضائية والنيابية وبصلاحيات منفصلة.يأتي هذا فيما رشحت تقارير عن تعثر في جهود الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد الهادفة لجمع الأطراف السودانية على طاولة الحوار، للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من 6 أشهر، وسط أنباء عن خلافات بين أعضاء الآلية حول الجهات التي يجب دعوتها للحوار.وبشكل مفاجئ، تراجعت الآلية عن بدء عملية الحوار، التي كان من المقرر أن تنطلق خلال اليومين الماضيين، وأعلنت بدلا عن ذلك البدء في حوار غير مباشر بين مختلف الأطراف، لكنها لم توضح آلية وكيفية إجراء هذا الحوار.وتقول بعض مكونات الشارع السوداني إنها لا ترفض الحوار، لكن القبول به يكون بشروط أهمها تحقيق مطالب الثورة وتسليم السلطة للمدنيين وإنهاء الوضع الحالي، بما في ذلك القبضة الأمنية وحالة الطوارئ والتمكين المضاد ووضع ترتيبات دستورية جديدة.في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات القبلية في منطقة كسلا شرقي السودان، مما دفع الحكومة المحلية إلى إعلان حظر التجوال لمدة 24 ساعة، وسط أنباء عن أعمال عنف دموية بين قبيلتين في المنطقة.وقال شاهد عيان لموقع سكاي نيوز عربية عبر الهاتف، إن الاشتباكات اندلعت إثر خلافات قديمة بين قبيلتين في إحدى المناطق الطرفية حول المدينة، مشيرا إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وعشرات الجرحى بأسلحة نارية وبيضاء.ومع ترقب انطلاق ملتقى الحوار السوداني بجولته الثانية تحت رعاية الآلية الأممية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجموعة إيغاد)، رسمياً بين المدنيين والعسكريين في السودان، شدد مبعوث الاتحاد الإفريقي وعضو الآلية الثلاثية محمد الحسن ولد لبات على ضرورة "عدم إقصاء القوى السياسية والتمسك بمكون واحد رغم أهميته".واعتبر، أن "المتشبثين بالإقصاء مهما كانت مبرراتهم هم أحد أسباب ديمومة الثورة".كما شدد على وجوب تشكيل حكومة مدنية ووضع أساس دستوري وبرنامج، قابل للتطبيق بأسرع وقت ممكن.إلى ذلك، أوضح أن "بعض المكونات السياسية في البلاد، لديها تحفظ على حضور أطراف معينة، لكن إن اتفق المدنيون والعسكريون على استبعاد هؤلاء فستحترم الآلية الثلاثية ذلك".ولفت إلى أن "الحوار يعني العمل في نفس اللحظة مع المدنيين والعسكريين على السواء، وليس مع المكونات السياسية فقط".