السودان: "مجلس سيادة مشترك" يضم 10 من المدنيين والعسكريين

الخرطوم، عواصم - وكالات: اتفق قادة الاحتجاجات، والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، أمس، على تشكيل مجلس مشترك من دون تحديد صلاحيات معينة له.
وقالت صحيفة "السوداني"، إن الاجتماعات بين المجلس العسكري وقادة "قوى الحرية والتغيير" التي تمثل المحتجين، توصلت الى اتفاق بتشكيل "مجلس سيادة مشترك"، يضم عشرة من المدنيين والعسكريين، مشيرة إلى أن الاجتماعات ستستمر بين الجانبين لتحديد صلاحياته.
في غضون ذلك، أودعت الإمارات 250 مليون دولار في بنك السودان المركزي، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن "صندوق أبوظبي للتنمية" وقع اتفاقا مع بنك السودان المركزي، يتم بموجبه إيداع 250 مليون دولار لدى الخرطوم، كجزء من حزمة مساعدات مشتركة أقرتها الإمارات والسعودية للسودان بقيمة ثلاثة مليارات دولار لدعم الاقتصاد السوداني.
من جانبه، حذر رئيس حزب "الأمة" السوداني المعارض الصادق المهدي، من محاولة انقلابية في حال لم تستعجل القوى السياسية بالاتفاق على الفترة الانتقالية وتكوين هياكلها المختلفة، ودعا الى الاستمرار في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم حتى تحقيق المطالب كافة، محذرا من محاولة نظام الرئيس المعزول الانقلاب والعودة الى السلطة.
وكشف عن قيام جهة دولية لم يسمها "بالتحقيق في أموال السودان المنهوبة"، لافتا إلى استعداد الحكومة الماليزية لتجميد الأموال الخاصة بالنظام السابق ورموزه.
وأعرب عن تأييده تسليم البشير ورموز نظامه إلى المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا أن الخطوة ضرورية للتطبيع الدولي واستفادة السودان من امتياز إعفاء ديونه التي وصلت إلى نحو 60 مليار دولار.
بدورهم، نفذ ضباط شرطة أمس، إضرابا عن العمل لمدة يوم واحد، شمل المجمعات الخدمية بالعاصمة الخرطوم، وولايات أخرى في البلاد، ووفق شهود عيان، فإن المواطنين ومراجعي المجمعات الخدمية وقفوا أمام أبوابها المغلقة، ورددوا هتافات ضد السلطات وهددوا باقتحام تلك المجمعات.
وأعلن ضباط الشرطة من رتبة نقيب فما دون أول من أمس، في بيان، الدخول في إضراب عن العمل إلى حين تحقيق مطالبهم المتمثلة في الترقيات والمرتبات.
من جهته، دعا تجمع المهنيين في السودان، القوى الرئيسية للحراك الشعبي، إلى مساندة إضراب ضباط الشرطة، طالبا "التفهم لأسباب وأهداف الإضراب والتعاون مع ضباط وضباط صف وجنود الشرطة المضربين، حتى ننعم جميعا بجهاز شرطي مهني يخدم الشعب في دولة القانون والمواطنة".
من ناحيته، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي محمد حمدان دقلو، "حميدتي"، أن الرئيس السابق عمر البشير، في السجن، مضيفاً أنه ستتم محاسبة كل المتورطين في جرائم فساد من أسرته، لافتاً إلى أنه لن تتم المحاسبة بناء على الانتماء السياسي وإنما على استغلال الوظائف.
وكان حميدتي طالب خلال ندوة سابقة قبل أيام كل من يزعم أن اعتقال الرئيس المخلوع مسرحية، بالذهاب لسجن كوبر للتأكد بأم أعينه من حبسه هناك، مؤكدا عدم وجود أي اتجاه لحل جهاز الأمن والمخابرات، وإنما إعادة هيكلته، وترتيبه ليكون جهازا قوميا ووطنيا.
من جانبها، قالت وسائل إعلام سودانية، مساء أول من أمس، إن البشير بكى بحرقة، داخل محبسه في سجن "كوبر" عندما سمع من يناديه "بالرئيس المخلوع".