السودان: معارك عنيفة بأم درمان ومقتل 6 من ضباط الاستخبارات

"درع السودان" تنضم للدعم السريع… و"الصحة العالمية" تحذر من انهيار كبير في القطاع الطبي

الخرطوم، عواصم - وكالات: فيما تستمر الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد مخرج لوقف القتال وإنهاء حرب الجنرالين في السودان، وبعد ساعات من خطة حكومية لحقن الدماء، اشتعلت المواجهات العنيفة بين الطرفين من أجل تعزيز قدراتهما ومواقعهما العسكرية، وإظهار قوتهما في ميادين المعارك.
وفي الوقت الذي أعلنت وزارة الدفاع مقتل ستة من ضباط جهاز الأمن والاستخبارات الوطني في اشتباكات في أم درمان، تحدث الجيش السوداني عن توسيع نطاق عملياته في جميع مناطق العاصمة الخرطوم، ضد قوات الدعم السريع، فيما أكدت الأخيرة تعزيز صفوفها بانضمام قوات درع السودان، معتبرة الخطوة تمثل إضافة عسكرية نوعية مهمة في التوقيت الحالي.
ووسط تضارب بيانات الطرفين بشأن الوضع الميداني في المدينة، قالت وزارة الدفاع إن أشخاصاً آخرين، لم تحدد عددهم، لقوا حتفهم في الاشتباكات مع قوات التدخل السريع في أم درمان، فيما قالت قوات العمل الخاص التابعة للجيش إنها كبدت قوات الدعم السريع خسائر في الآليات القتالية وتمكنت من السيطرة على مقر من وصفتهم بالميليشيا المتمردة في حي الدوحة في معركة دارت منذ صباح أول من أمس.
في السياق أعلن الجيش في بيان مماثل إن قواته كبدت قوات الدعم مئات القتلى والجرحى في معارك أم درمان، ومشّطت عدة أحياء في المدينة، مشيرا إلى أن قواته أكملت مهامها المخططة بنجاح. وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها حققت ما سمته نصرا جديدا على قوات الجيش في عدة محاور بأم درمان. وذكر بيان أن قواته قتلت 174 من الجيش وأصابت نحو 300 آخرين، كما تم أسر 83 في المعارك التي جرت بين الطرفين بعدة أحياء في أم درمان بالخرطوم. وأشار البيان إلى إحباط محاولة تسلل للجيش السوداني في مواقع تمركز قواتها في أحياء ود نوباوي والثورات والسوق الشعبي والمهندسين.
في الأثناء، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن وكالة اللاجئين حذرت من تدهور الأوضاع الصحية في السودان، وخاصة في مخيمات اللاجئين ومراكز العبور. مشيرا إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص أجبروا على الفرار داخل السودان والبلدان المجاورة منذ بدء الاشتباكات المسلحةفي منتصف ابريل الماضي.
بدورها وصفت ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان نعمة عابد، نطاق الأزمة الصحية في السودان بانه هائل، موضحاً، في تغريدة على حساب المنظمة بموقع "تويتر"، أن المنظمة تعمل بجد لتعزيز استجابتها من خلال تقديم الإمدادات الطبية الحيوية وغيرها من الإمدادات الصحية الطارئة.
وحض عابد المانحين على زيادة دعمهم لضمان تقديم الخدمات على نحو كاف، مؤكداً أن المنظمة عازمة على الوصول للأشخاص الأكثر احتياجاً في السودان على الرغم من الهجمات على المرافق الصحية وانعدام الأمن على نطاق واسع.
من جانبه، قال مصدر طبي سوداني في تصريحات متلفزة إن مستشفى "النو" بضاحية الثورة شمالي أم درمان استقبل أول أمس عشرات القتلى والجرحى من المدنيين والعسكريين، جراء المواجهات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، موضحا أن الاشتباكات حالت دون وصول العديد من الإصابات في أحياء أبو روف وود نوباوي والشرفية والقماير إلى المستشفى.
وفيما ذكرت مصادر محلية أن الجيش وجه قصفا مدفعيا متتاليا استهدف مواقع الدعم السريع في أحياء بري والمنشية والمعمورة والرياض شرقي الخرطوم، استمرت المواجهات بين الطرفين في منطقة السوق الشعبي وحول مقر قوات "الاحتياط المركزي" التابع للشرطة، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف لطائرات الجيش في سماء وسط أم درمان وحي أبو روف والقماير شرقي أم درمان، ردت عليها قوات الدعم السريع بالمضادات الأرضية. فيما أكد مواطنون بحي الشهداء وسط أم درمان سقوط قذائف على المنازل.