الخرطوم، عواصم- وكالات: أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان عن مواكب مليونية أخرى تحمل أسم "أربعينية مجزرة القيادة"، وعصيان مدني يومي 13 و14 يوليو الجاري، مع التمسك بالمبادرة الإثيوبية الأفريقية كأساس للتفاوض مع المجلس العسكري، وذلك بعد النتائج التي حققتها مظاهرات 30 يونيو الماضي، واسفرت عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 180 بجروح.وقال القيادي في "الحرية والتغيير" مدني عباس مدني في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، إنه سيتم تنظيم مليونية أخرى، فضلا عن الترتيب والتعبئة لعصيان مدني في 13 و14 من الشهر الجاري.وشدد مدني على التمسك بالمبادرة الإثيوبية الأفريقية كأساس للتفاوض مع المجلس العسكري.في المقابل، رأى متحدث من المجلس العسكري لم يشأ تسمية نفسه أن ما وصف بالتصعيد الذي أعلنته قوى الحرية ستزيد من الشكوك بين الطرفين وعدم الثقة ولن تفضي إلى أي تنازلات.في سياق آخر، أعلن تجمع المهنيين السودانيين المعارض في السودان، أمس، أن قوات الأمن داهمت منازل عدد من قياداته واعتقلتهم، محمّلا المجلس العسكري الانتقالي الذي يدير شؤون البلاد مسؤولية سلامتهم.وقال التجمع في بيان، إن "القوات الأمنية استهدفت أعضاء من قوى الحرية والتغيير ولجان الأحياء، وجار حصر كل الأسماء".سياسيا، كان الوسيط الإثيوبي محمود درير قد التقى الطرفين، كل على حدة، أول من أمس، وناقش معهما جملة الملاحظات التي تقدم بها على مسودته لحل الأزمة السودانية.
وأكدت الوساطة الإثيوبية الأفريقية أنها تتحرك بين الطرفين، مؤكدة ثقتها بحدوث اختراق قريباً.وحاول الوسيط الإثيوبي محمود درير جاهدا بعد لقاء استمر ثلاث ساعات بحضور سفراء غربيين وسفيري السعودية والإمارات، أن يحظى بموافقة الطرفين على الإعلان عن اتفاق أولي، لكن قوى الحرية والتغيير تمسكت بالرجوع إلى التحالفات المكونة لها وذلك قبيل ساعات من المليونية.واعتبرت قوى إعلان الحرية والتغيير المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف من السودانيين في 30 يونيو تفويضا يمكنها من الذهاب إلى تسلم السلطة وفقا للاتفاقات الماضية التي يحاول العسكر التنصل منها، مع الموافقة على مقترح الوسيط حول مجلس السيادة.أما في ما يتعلق بلجنة التحقيق التي تطالب بها قوى المعارضة، فقد أكد الوسطاء أن مطلب قوى الحرية تشكيل لجنة تحقيق مستقلة بمساندة إقليمية لا يرفضه المجلس العسكري، ويمكن الاتفاق حوله.من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على ضرورة تفادي المواجهة والتصعيد في السودان.وكتب على حسابه على موقع "تويتر"، أمس: "المهم في السودان الشقيق أن يستمر الحوار بعيدا عن الاحتداد... نحو اتفاق بشأن الترتيبات الانتقالية الضامنة والمؤسسة لنظام دستوري مستقر".وأضاف: "من الضروري تفادي المواجهة والتصعيد... ومن الواضح أن المعارضة والجيش بحاجة إلى بعض، وإلى التوافق وتفادي استمرار الأزمة وتفاقمها".