السودان يعلن تفشي الكوليراو"الدعم السريع" ترتكب مجزرة في أم درمان

الاشتباكات تتواصل في الخرطوم والهجمات تتصاعد بمحيط المدرعات

الخرطوم، جنيف، عواصم - وكالات: أعلنت منظمة الصحة العالمية أن السودان الذي يمزقه الصراع أعلن تفشي وباء الكوليرا في ولاية القضارف شرق البلاد، حيت جرى تأكيد أربع إصابات بالمرض والإبلاغ عن وفاة 16 شخصا مع بداية الأسبوع الماضي، فيما توجد 264 حالة أخرى في القضارف، وتجرى تحقيقات لمعرفة ما إذا كان المرض انتشر إلى العاصمة الخرطوم، التي تشهد حالات متزايدة من الإسهال.
وقبل أسابيع، وزعت منظمة الصحة مواد لتشخيص مرض الكوليرا وعلاجه، وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنها تساند وزارة الصحة السودانية في جهودها لتزويد المزيد من المواطنين بمياه شرب نظيفة ومراحيض صحية، وذكرت إن الطواقم الصحية تعمل بأقصى إمكانياتها، بينما تتعرض العيادات للهجوم بشكل متكرر، ولم يعد بإمكان نحو 70 في المئة من المستشفيات في مناطق الصراع تقديم العلاج للمواطنين.
في غضون ذلك، اتهمت وزارة الخارجية السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بشرية فى أم درمان، إحدى مدن العاصمة الثلاث، تضاف إلى قائمة طويلة من جرائم الحرب والأعمال الإرهابية التي ترتكبها، قائلة إن الميليشيا قصفت محطة المواصلات العامة بمنطقة الجرافة شمال أم درمان بالمدفعية الثقيلة، وفي ذروة ازدحام المحطة بالمواطنين.
وأعلنت أن الحصيلة الأولية للقصف بلغت عشرة قتلي من بينهم أطفال، بينما لا يزال عدد كبير من الجرحى يتلقون العلاج وبعضهم إصابته خطيرة مما يرشح عدد الضحايا للارتفاع، مضيفة أنه جانب ذلك دمرت المركبات والمحلات التجارية الموجودة مما يعني حرمان عشرات الأسر من مصادر دخلهم.
وقالت إن الجريمة الجديدة تأتي امتداداً للمخطط الشرير للميليشيا الإرهابية الرامي لإخلاء العاصمة من سكانها، بغرض الاستيلاء على منازلهم وممتلكاتهم وتحويل المناطق السكنية إلى ثكنات عسكرية، متهمة قوات الدعم السريع بقصف رئاسة مفوضية العمل الإنساني بالخرطوم وتدمير المبنى وما به من سيارات وأجهزة وسجلات.
وجاء في البيان "لا تزال الميليشيا تحتل عدداً كبيراً من المستشفيات والمراكز الصحية في العاصمة وتستخدمها مراكز عسكرية"، معتبرا ارتكاب الميليشيا الجرائم الشنيعة في يوم واحد وحيز جغرافي محدود، أكبر دليل على الطبيعة الإجرامية الإرهابية لهذه الميليشيا، مما يحتم على المجتمع الدولي التعامل معها على ذلك الأساس.
على صعيد متصل، وعلى جري العادة منذ ستة أشهر، تجددت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع وسمع دوي القصف المدفعي وتبادل إطلاق النار في منطقة أم درمان القديمة، وجنوب أم درمان وبحري، فيما أفاد شهود عيان بأن الجيش نفذ هجوما بالمدفعية على تمركزات الدعم السريع في محيط سلاح المدرعات، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان.
على صعيد آخر، التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء عثمان حسين، حيث اطلع على أداء الجهاز التنفيذي خلال المرحلة الماضية والملامح العامة لخطط وبرامج الحكومة والجهود المبذولة لتوفير الاحتياجات الضرورية للمواطنين في ظل هذه الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد، وشدد على ضرورة تسريع الأداء الحكومي وتحسينه ودفعه في كل المجالات الخدمية والاقتصادية لتخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين وتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية لمستحقيها.