الدولية
السودان يفرح: توقيع تاريخي على الاتفاق الانتقالي بحضور وفود دولية
السبت 17 أغسطس 2019
5
السياسة
الخرطوم - وكالات: وقعت الأطراف السودانية في الخرطوم رسمياً على الاتفاق الانتقالي، أمس، بحضور وفود دولية.ووقع الاتفاق ممثلاً لقوى الحرية والتغيير أحمد ربيع، وعن المجلس العسكري الانتقالي، محمد حمدان دقلو "حميدتي" وشهد على التوقيع رئيس وزراء مصر، ورئيس المفوضية الأفريقية.وعرض في بداية مراسم الحدث المسمى "فرح السودان" فيلم تسجيلي عن الثورة السودانية، وعلا التصفيق في الصالة التي تواجد فيها رؤساء دول وحكومات وشخصيات من دول عدة بعد التوقيع على الاتفاق الذي من شأنه أن يؤدي إلى حكم مدني في البلاد.وحضر مراسم التوقيع عدد من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية العرب والأجانب، جاء في مقدمتهم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والذي شارك وسيطا في المفاوضات، بالإضافة إلى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ووزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، ووزير خارجية البحرين، وممثل للجامعة العربية، ورئيس جمهورية جنوب السودان سيلفا كير، فضلا عن ممثلين للاتحاد الأفريقي. وينتظر الإعلان عن تشكيل المجلس السيادي المكون من 11 شخصا بقيادة عسكرية لمدة 21 شهرا، على أن يكون رئيس المجلس شخصية مدنية تختارها قوى إعلان الحرية والتغيير في بقية الفترة الانتقالية والتي تصل، بموجب الاتفاق إلى 18 شهرا.وسيشارك رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي"، في المجلس السيادي، فيما تشير التسريبات إلى أن قوى إعلان الحرية والتغيير اختارت الاقتصادي السوداني عبدالله الحمدوك لرئاسة حكومة كفاءات مهنية تدير البلاد خلال الفترة الانتقالية، على أن يختار المجلس العسكري وزيري الدفاع والداخلية.وستخصص الشهور الست الأولى من الفترة الانتقالية لإحلال السلام بين الفصائل المسلحة في السودان، حسبما ورد في بنود الاتفاق.وكانت الجبهة الثورية السودانية التي تقود حركات التمرد المسلح، دعمت الحركة الاحتجاجية لكنها رفضت الإعلان الدستوري وطالبت بتمثيل في الحكومة وبمزيد من الضمانات في محادثات السلام.من جهتها، قالت قوى الحرية والتغيير، على لسان ممثلها، محمد ناجي الأصم، إن السلام يجب أن يكون شاملاً دون استثناء، مشيداً بدور الوسطاء في التوصل للاتفاق.وأكد الأصم التمسك بالتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة، مشدداً على أهمية المساواة بين أقاليم السودان ومحاربة الفساد لإنعاش الاقتصاد.كما طالب بإنهاء كل أشكال التمييز ضد المرأة. واتهم النظام السابق بتخريب علاقات البلاد الخارجية.من جانبه، وصف رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، التوقيع على الاتفاق بالعبور نحو الحكم المدني، مطالباً بعدم إقصاء أي طرف من المرحلة المقبلة للتحول الديمقراطي. وأشاد المهدي بدور إثيوبيا والاتحاد الأفريقي والعرب في التوصل لاتفاق، مشدداً على دور المرأة في الثورة السودانية.الى ذلك، أكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، دعم القاهرة لتطلعات الشعب السوادني، مشددا على أن العلاقات بين الدولتين ستشهد طفرة غير مسبوقة في الفترة المقبلة.وفي السياق، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، إن الاتفاق السوداني يعبر عن إرادة الشعب على الرغم من أنه لم يكن أمرا سهلا.على صعيد متصل، أشار رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد خلال الكلمة التي ألقاها بعد مراسم التوقيع التاريخي في الخرطوم، إلى أن "الطريق إلى الديمقراطية في السودان بدأ اليوم".وقال أحمد، الذي لاقى حفاوة كبيرة من قبل الحشود في قاعة الصداقة التي شهدت التوقيع التاريخي: "وصيتي لشعب السودان أن يكونوا حفظة للسلام"، مضيفا: "يعتبر هذا اليوم يوم انتصار لنا جميعا، لجميع من عمل من أجل السودان".من جانبه، قال المبعوث الأفريقي للسودان محمد الحسن ولد لبات أنه كان مقتنعا بعدم نجاة السودان من مصائر دول مثل سورية وجنوب السودان والصومال إلا بإحراز اتفاق تتشابك به الأيادي والإرادات والنوايا الحسنة، وهو ما حصل في النهاية على حد تعبيره.وطالب رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، برفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.وشعبيا... سارت مواكب جماهيرية بكل ولايات البلاد، أمس، احتفالاً بالتوقيع النهائي على الإعلانين السياسي والدستوري.وانطلقت المواكب في الخرطوم من نقطة محطة السكة حديد شروني، حيث تم استقبال قطار عطبرة القادم من ولاية نهر النيل، لتتجه بعدها جنوباً عبر شارع بيويو كوان حتى حديقة القرشي ثم شرقاً حتى شارع محمد نجيب ثم جنوباً إلى تقاطع مامون بحيري ثم شرقاً إلى ساحة الحرية، حيث سيتم توقيع الجماهير على "عهد الحفاظ على الفترة الانتقالية والديمقراطية".